اكتشاف مقابر أثرية تعود للعصرين اليوناني والروماني في أسوان ضمن أعمال بعثة مصرية إيطالية

July 5, 202532 צפיותזמן קריאה: 3 דקות
اكتشاف مقابر أثرية تعود للعصرين اليوناني والروماني في أسوان ضمن أعمال بعثة مصرية إيطالية

نجحت البعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة ميلانو في الكشف عن مجموعة من المقابر المنحوتة في الصخر تعود إلى العصرين اليوناني والروماني، وذلك خلال موسم التنقيب الحالي بالمنطقة المحيطة بضريح الآغاخان غرب أسوان.


مقبرة كا-مِسيو: تصميم متميز وكنوز أثرية

تمثل المقبرة رقم 38 أبرز الاكتشافات هذا العام نظراً لتميزها في التصميم المعماري وحالتها الإنشائية الجيدة. تقبع هذه المقبرة على عمق يزيد عن مترين تحت سطح الأرض، ويمكن الوصول إليها عبر سلم حجري مؤلف من تسع درجات تحيط به مصاطب من الطوب اللبن استُخدمت لوضع القرابين.

في قلب المقبرة، عثر الفريق على تابوت ضخم من الحجر الجيري بارتفاع مترين، موضوع فوق منصة صخرية نحتت في الجبل. يلفت الانتباه غطاء التابوت المنحوت على هيئة آدمية بدقة فائقة، حيث تظهر ملامح وجه واضحة تزينها باروكة وزخارف متنوعة. كما كشفت النقوش الهيروغليفية المحفورة على التابوت عن أدعية موجهة للآلهة المحلية في أسوان، إلى جانب اسم صاحب المقبرة "كا-مِسيو" الذي كان يشغل منصباً رفيعاً في عصره، مع ذكر أفراد أسرته.


رؤى جديدة في التاريخ الاجتماعي

أعرب وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي عن اعتزازه بهذا الكشف الذي وصفه بـ "الإضافة النوعية"، مؤكداً أنه يسلط الضوء على ثراء الحضارة المصرية القديمة وتنوعها. كما أشاد بالتعاون العلمي الدولي الذي أسهم في هذا الإنجاز، مشيراً إلى أن هذه المقابر تقدم رؤى جديدة لفهم الحياة الاجتماعية في أسوان خلال العصرين البطلمي والروماني.

بدوره، أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الاكتشاف يؤكد الاستخدام المتواصل للمنطقة كجبانة من قبل مختلف الطبقات الاجتماعية، حيث دفنت النخبة في المقابر العلوية بينما استقرت الطبقة المتوسطة في السفوح.

وأضاف أن النقوش واللقى الأثرية التي عثر عليها ستشكل مصدراً غنياً للباحثين في مجال علم المصريات، خاصة في دراسة التقاليد الجنائزية والرموز الدينية خلال الفترات المتأخرة من التاريخ المصري القديم.


دراسات مستقبلية للمومياوات

كشف المسؤولون عن خطط لدراسة المومياوات المكتشفة، بما فيها تلك الخاصة بالأطفال، باستخدام تقنيات الأشعة المقطعية والتحاليل البيولوجية خلال موسم الخريف المقبل. ومن المتوقع أن تكشف هذه الدراسات عن معلومات مهمة حول هويات الأفراد وظروف حياتهم ووفاتهم.


طبقات التاريخ في جبانة أسوان

أشار محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية، إلى أن أعلى التل يضم مقابر ضخمة تعود للعصر البطلمي، خصصت أصلاً لعائلات النخبة الثرية قبل أن يعاد استخدامها في العصر الروماني.

يذكر أن البعثة كانت قد كشفت في مواسم سابقة عن مصاطب جنائزية ومقابر منحوتة في صخور جبال سيدي عثمان، تظهر أنماطًا معمارية فريدة تعكس كيفية تكيف الإنسان مع البيئة المحيطة.


استمرار العمل الأثري

تعمل البعثة الأثرية في الموقع منذ عام 2019 تحت قيادة الدكتورة باتريتسيا بياشنتيني، أستاذة علم المصريات بجامعة ميلانو، والأستاذ فهمي الأمين، مدير عام آثار أسوان. وتؤكد الاكتشافات المتتالية في جبانة ضريح الآغاخان على القيمة الأثرية الكبيرة للمنطقة، مما يعزز مكانتها كواحدة من أهم المواقع التاريخية في جنوب مصر.

שתף חדשות