أطلق الجيش الإسرائيلي يوم أمس الاثنين، عملية برية واسعة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في خطوة تمثل تحولاً لافتاً في مسار الحرب الدائرة منذ نحو 22 شهراً، إذ كانت إسرائيل قد امتنعت في السابق عن تنفيذ أي عمليات عسكرية داخل المدينة بسبب الاشتباه بوجود أسرى إسرائيليين في المنطقة.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر عسكرية، لم تسمها، أن هذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها القوات البرية الإسرائيلية إلى دير البلح منذ اندلاع الحرب.
وأكدت القناة 14 الإسرائيلية أن قوات من لواء "غولاني" بدأت التوغل البري في المدينة، موضحة أن العملية تتم بسرعة رغم أن القوة المشاركة حتى الآن محدودة بلواء واحد فقط.
وأشارت القناة إلى أن الجيش يخطط لعمليات عسكرية مكثفة ومركّزة تستمر لعدة أيام مقبلة.
شهود عيان أفادوا بأن القوات الإسرائيلية سيطرت على مبانٍ في المنطقة الجنوبية الغربية من دير البلح، وقام الجنود بنشر قناصة على أسطح المنازل، ما يشير إلى احتمال تمركز طويل المدى.
وقال سكان محليون إن هذا التحرك هو الأول من نوعه في المدينة منذ بداية الحرب، وإنه ترافق مع حركة نزوح كثيفة من المناطق التي شملها الإنذار.
وكان الجيش الإسرائيلي قد وجه، الأحد، تحذيراً لسكان جنوب غربي دير البلح، دعاهم فيه إلى الإخلاء الفوري، وحدد البلوكات 130، 132 إلى 134، 136 إلى 139، و 2351، إضافة إلى المخيمات المقامة في تلك المناطق.
وكتب المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة "إكس"، أن على جميع المتواجدين في هذه المناطق التوجه جنوباً نحو منطقة المواصي، متوعداً بتوسيع نطاق العمليات البرية.
التحذير أدى إلى موجة نزوح كبيرة مع ساعات الصباح الباكر يوم الاثنين، وسط حالة من القلق بين السكان حول الوجهات المتاحة للنزوح في ظل استمرار القتال وشح المناطق الآمنة.
وقد أثار بدء العملية العسكرية استياء المنتدى الإسرائيلي لأُسَر الأسرى، الذي عبّر عن قلقه من تداعيات دخول القوات إلى منطقة يُعتقد بوجود أسرى إسرائيليين فيها.