ارتفاع أسعار النفط لفعل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط

واصلت أسعار النفط ارتفاعها اليوم الأربعاء 18 حزيران، وسط تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، مما أثار مخاوف المستثمرين من احتمال تعطيل الإمدادات عبر مضيق هرمز، أحد أهم الممرات الاستراتيجية لنقل الخام عالمياً.
وسجل خام برنت ارتفاعاَ طفيفاً ليصل إلى 76.80 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط إلى 75.23 دولار للبرميل، في ظل أجواء من الترقب لتداعيات التصعيد العسكري الجاري في المنطقة.
ويأتي هذا الارتفاع بعد يوم من مكاسب قوية حققتها الأسعار تجاوزت 4%، وذلك في أعقاب تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا فيها إيران إلى "الاستسلام غير المشروط"، بينما تستمر المواجهات بين طهران وتل أبيب لليوم السادس على التوالي. كما عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة بإرسال طائرات مقاتلة إضافية، وفقاً لما أكده ثلاثة مسؤولين أمريكيين.
وتتركز المخاوف الرئيسية في السوق على احتمال تأثر تدفق النفط عبر مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله نحو خُمس الإمدادات العالمية المنقولة بحراً. وقد زادت هذه المخاوف بعد حادث تصادم ناقلتي نفط قرب المضيق تسبب في اندلاع حريق، بالإضافة إلى تحذيرات رسمية من أعمال إلكترونية تستهدف أنظمة الملاحة البحرية.
وتحتل إيران مركزاً مهماً في سوق النفط العالمي بوصفها ثالث أكبر منتج داخل أوبك بإنتاج يومي يقارب 3.3 مليون برميل، ما يجعله أي تعطيل لإمداداتها عامل ضغط إضافياً على الأسعار. ويُتوقع أن تسعى الدول الأعضاء في المنظمة إلى تعويض أي نقص محتمل باستخدام طاقتها الإنتاجية الفائضة.
وفي سياق متصل، تتجه أنظار المستثمرين نحو اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث من المتوقع الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية. غير أن بعض المحللين يرون أن استمرار الأزمة في الشرق الأوسط قد يدفع البنك المركزي الأمريكي إلى تعديل جدوله الزمني لخفض الفائدة، مع إمكانية التحرك في تموز بدلاً من أيلول.
وأشار توني سيكامور، المحلل في "آي جي"، إلى أن التصعيد الحالي قد يدفع الفيدرالي إلى تبني سياسة نقدية أكثر مرونة، على غرار ما حدث بعد هجوم أكتوبر 2023، لكنه حذر في الوقت نفسه من أن ارتفاع أسعار النفط قد يخلق ضغوطاً تضخمية تعيق هذا التوجه.
وفي سياق آخر، أظهرت بيانات حديثة انخفاضاً في مخزونات النفط الخام والبنزين الأمريكية، بينما ارتفعت مخزونات مشتقات التقطير، وفقاً لمصادر مطلعة على تقارير معهد البترول الأمريكي.