النفط يتراجع مع توجه أمريكي للتفاوض وتأجيل قرار التدخل في الصراع الإيراني الإسرائيلي

شهدت أسعار النفط تراجعاً في تعاملات الجمعة 20 حزيران، متأثرةً بالإعلان عن عقوبات أمريكية جديدة على إيران وتصريحات البيت الأبيض التي أشارت إلى تأجيل قرار التدخل العسكري في الأزمة بين إسرائيل وإيران، مما عزز التوقعات بحلول دبلوماسية.
أغلقت العقود الآجلة لخام برنت عند 77.01 دولار للبرميل، منخفضةً 1.84 دولار (2.33%)، رغم تحقيق مكاسب أسبوعية بلغت 3.2%. بينما تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي 21 سنت (0.28%) إلى 74.93 دولار، مع ارتفاع تسليم أقرب استحقاق بنسبة 2.8%.
وجاء هذا التراجع بعد إعلان وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات جديدة تستهدف 20 كياناً و5 أفراد و3 سفن، بما في ذلك كيانات مقرها هونغ كونغ، وفقاً لإشعار نشر على موقع الوزارة.
ووصف جون كيلدوف، الشريك في أجين كابيتال بنيويورك، هذه الخطوة بأنها "سلاح ذو حدين"، قائلاً: "قد تكون هذه العقوبات جزءاً من نهج تفاوضي أوسع نطاقاً تجاه إيران. قيامهم بذلك إشارة إلى أنهم يحاولون حل هذه المسألة بعيداً عن الصراع".
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن قرار واشنطن بشأن التدخل في الصراع قد يستغرق أسبوعين، وهو ما فسره المحللون كإشارة إلى توجه دبلوماسي.
وقال فيل فلين، المحلل في "برايس فيوتشرز": "ارتفعت أسعار النفط وسط مخاوف من احتمال زيادة التدخل الأمريكي، لكن تصريحات البيت الأبيض لاحقاً أشارت إلى فرصة لتخفيف التصعيد".
كما لفت توني سيكامور، المحلل في "IG"، إلى أن مهلة الأسبوعين التي أعلنها ترامب تشبه تلك التي اتخذها سابقًا في ملفات أخرى، مضيفاً:"غالباً ما تنتهي مثل هذه المهل دون إجراءات حاسمة، مما قد يدفع الأسعار للارتفاع مجدداً بسبب القلق الجيوسياسي".
تُعد إيران ثالث أكبر منتج للنفط في أوبك، بإنتاج يومي يقارب 3.3 مليون برميل، بينما يمر عبر مضيق هرمز، قبالة سواحلها، ما بين 18 إلى 21 مليون برميل يومياً من النفط ومشتقاته، مما يثير مخاوف من اضطراب الإمدادات في حال تصاعد الصراع.
يأتي هذا التراجع بعد قفزة سابقة بنسبة 3% في الأسعار، الخميس، إثر قصف إسرائيل لأهداف نووية إيرانية ورد طهران بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة، في مواجهات لا تزال مستمرة منذ أسبوع دون مؤشرات على انحسارها.