شدد الرئيس التونسي قيس سعيّد على أن تونس لم تعد قادرة على تحمل الأعباء المتزايدة الناتجة عن تواجد المهاجرين غير الشرعيين على أراضيها، مؤكداً أن هذا الوضع "لا يمكن أن يستمر".
جاء ذلك خلال لقائه يوم الخميس برئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في تونس، حيث ناقشا سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وخاصة في ما يتعلق بملف الهجرة.
و دعا سعيّد إلى ضرورة دعم تونس في تنظيم "جسور جوية" لتسهيل العودة الطوعية للمهاجرين غير النظاميين الموجودين داخل البلاد، مشدداً على أهمية تفكيك الشبكات الإجرامية التي تتاجر بالبشر وبأعضائهم.
كما أوضح أن بلاده تعاملت مع هؤلاء المهاجرين بإنسانية عند تفكيك العديد من المخيمات غير النظامية، لكنه أكد في الوقت ذاته أن "لا يمكن لأي دولة أن تقبل على ترابها من هو خارج عن قانونها".
وفي هذا السياق، كشفت السلطات التونسية أن نحو 4500 مهاجر غير شرعي من دول إفريقيا جنوب الصحراء قد غادروا البلاد طوعاً منذ بداية عام 2025، بفضل برنامج العودة الطوعية الذي أُطلق خلال الأشهر الماضية.
وقد انخفض عدد المهاجرين بشكل ملحوظ داخل المدن التونسية، نتيجة الإجراءات الأمنية المكثفة التي شملت إحباط محاولات هجرة غير شرعية عبر البحر.
وفيما تواصل الدول الأوروبية، وعلى رأسها إيطاليا، الضغط على تونس للحد من عبور المهاجرين إلى أوروبا عبر سواحلها، يواجه قيس سعيّد انتقادات داخلية تتهمه بتحويل تونس إلى "حارس لحدود أوروبا" ومستودع للمهاجرين، وسط انقسام داخلي حول طبيعة الدور الذي يجب أن تلعبه البلاد في هذا الملف الشائك.