توتر بين ترامب والاستخبارات بعد استبعاد غابارد من ملف إيران النووي
June 26, 20254 بازدیدزمان مطالعه: 2 دقیقه

اندازه فونت
16
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية الأميركية، قرر البيت الأبيض استبعاد مديرة الاستخبارات الوطنية "تولسي غابارد" من جلسة إحاطة مغلقة سيقدمها كبار مسؤولي الأمن القومي إلى أعضاء الكونغرس بشأن الملف الإيراني، وذلك في خضم معركة سياسية محتدمة حول مصداقية المعلومات الاستخباراتية المتعلقة ببرنامج إيران النووي.
وبحسب ما نقلته صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول رفيع في إدارة الرئيس دونالد ترامب، فإن الإحاطة ستضم أربعة من كبار المسؤولين هم :
وزير الدفاع بيت هيغسيث، و وزير الخارجية ماركو روبيو، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، و رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كاين.
اللافت في الأمر هو غياب تولسي غابارد، التي كانت قد أدلت بشهادتها في مارس الماضي، مؤكدةً أن وكالات الاستخبارات الأميركية قدّرت أن إيران لا تبني سلاحًا نوويًا في الوقت الراهن.
وعلّق مسؤول في الإدارة الأميركية قائلًا إن "راتكليف سيمثل مجتمع الاستخبارات"، في إشارة إلى أن البيت الأبيض لا يرى حاجة لحضور غابارد، مضيفًا أن وسائل الإعلام "تحوّل الأمر إلى شيء ليس كما يبدو".
وتشير مصادر داخل البيت الأبيض إلى أن الرئيس ترامب لم يكن راضيًا عن تقييم غابارد، واعتبره "خاطئًا"، وهو ما أدى إلى تهميش دورها في إدارة ملف الصراع بين إيران وإسرائيل، على الرغم من أن بعض المسؤولين لا يزالون يصفون عملها بـ "الأساسي والحيوي".
من جهة أخرى، أثار هذا القرار ردود فعل قوية في الكونغرس، حيث طالب زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ "تشارلز شومر" البيت الأبيض بالتراجع فورًا عن تقييد مشاركة المعلومات الاستخباراتية، مؤكدًا من على منصة مجلس الشيوخ أن "من حق أعضاء الكونغرس معرفة الحقيقة، وأن الإدارة ملزمة قانونيًا بإطلاعهم على ما يحدث".
وجاء ذلك بالتزامن مع تسريب تقييم استخباراتي أولي عبر شبكة CNN، يشير إلى أن الضربات الجوية التي أمر بها ترامب ضد منشآت نووية إيرانية قد أخّرت برنامج طهران النووي لعدة أشهر، لكنها لم تدمره بالكامل.
ومع ذلك، تصر إدارة ترامب على أن الضربات، التي استخدمت فيها قاذفات B_2 وصواريخ توماهوك أُطلقت من غواصات، نجحت في تدمير المواقع المستهدفة بالكامل.
هذا التصعيد يكشف عن صراع داخلي متزايد في واشنطن حول كيفية التعامل مع إيران، وحول حدود سلطة الرئيس في إدارة المعلومات الاستخباراتية والتواصل مع الكونغرس، في وقت تزداد فيه التحديات الإقليمية والدولية تعقيدًا.