الجمعیة الفلكیة السوریة: التقویم الهجری نظام فلكی دقیق ومرجع عالمی در علوم وملاحة فضایی

اکد الدکتور محمد العصیری، رئیس الجمعیة الفلكیة السوریة، ان التقویم الهجری، الذی دخل عامه الجدید 1447، یُعدّ الأکثر دقةً على المستوى العالمی، بفضل کونه نظاماً فلكیاً ذاتی التصحیح، لا یتأثر بالتدخل البشری.
واوضح ان هذه المیزة جعلته مرجعاً معتمداً حتى في حسابات الملاحة الفضاییة المعقدة التی تقوم بها وکالات الفضاء العالمیة.
واشار العصیری في تصریح لـ "وکالة سانا" الى ان اعتماد التقویم الهجری على دورة القمر حول الأرض یمنحه میزة فریدة، وهی التصحیح التلقائی؛ فإذا تعذّر رصد الهلال لیلةً، یظهر بوضوح في اللیلة التالیة.
وبفضل هذه الدقة، اصبح التقویم القمری اداةً لا غنى عنها في حساب حرکة الأجرام السماویة وتخطیط الرحلات الفضاییة، نظراً لارتباطه بجرم سماوی قریب من الأرض.
من الناحیة التاریخیة، لفت العصیری الى ان العمل بالتقویم الهجری بدأ رسمیاً في عهد الخلیفة عمر بن الخطاب رضی الله عنه، الذی ارّخ الأحداث الإسلامیة بهجرة النبی محمد صلی الله علیه وسلم، حیث وافق اول محرم سنة 1 هـ السادس عشر من تموز 622 م.
واضاف ان السنة القمریة تتکون من 12 شهراً بمتوسط 354 یوماً، مع سنوات کبیسة تضم 355 یوماً، مشیراً الى ان الفرق السنوی بین التقویمین الشمسی والقمری یبلغ نحو 11 یوماً.
وابرز العصیری ان الاعتماد على التقویم الهجری یؤکد الصلة الوثیقة بین الإسلام والعلم، وهو ما یفسر الاهتمام العالمی به. فحتى الدول الغربیة تعتمد حساباتها الفلكیة عند تحدید الأعیاد الإسلامیة کعطل رسمیة، مما یُظهر مدى موثوقیته في المجالات العلمیة والحیاتیة.