تراجع طفيف لأسعار النفط مع متابعة المستثمرين تداعيات القرارات التجارية الأمريكية

شهدت أسعار النفط تراجعاً محدوداً خلال تعاملات اليوم الأربعاء 9 تموز، بعد أن كانت قد حققت أعلى مستوياتها في أسبوعين خلال الجلسة السابقة، وذلك في ظل متابعة المستثمرين للتطورات المتعلقة بالرسوم الجمركية الأمريكية وتأثيراتها المحتملة على الأسواق العالمية.
انخفاض في الأسعار
أظهرت البيانات انخفاض العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.1%، لتسجل 70.05 دولاراً للبرميل، بينما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة مماثلة، لتصل إلى 68.22 دولاراً للبرميل.
تأجيل الرسوم الجمركية يثير تفاؤلاً وارتباكاً
جاء هذا التراجع بالتزامن مع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأجيل تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة من اليوم الأربعاء إلى الأول من آب، وهو ما أتاح فرصة للشركاء التجاريين الكبار مثل اليابان وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي للتفاوض حول تخفيف هذه الإجراءات. إلا أن القرار تسبب في حالة من الارتباك لدى بعض الدول المصدرة الأصغر، مثل جنوب أفريقيا، وترك شركات عديدة في حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل التجارة العالمية.
توسيع نطاق الحرب التجارية
كما أعلن ترامب عن نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس، بالإضافة إلى رسوم جديدة قريباً على أشباه الموصلات والأدوية، مما وسّع من رقعة الحرب التجارية التي أثرت على استقرار الأسواق.
عوامل داعمة للطلب على النفط
رغم المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية على الطلب العالمي على النفط، ساهمت توقعات قوية لارتفاع الطلب على السفر خلال عطلة الرابع من تموز في دعم معنويات السوق. حيث أشارت بيانات صادرة عن مجموعة السفر "AAA" الأسبوع الماضي إلى أن نحو 72.2 مليون أمريكي _وهو رقم قياسي_ سيقومون برحلات تزيد عن 80 كيلومتراً خلال العطلة.
تعديل توقعات الإنتاج الأمريكي
من جهة أخرى، خفضت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الشهري الصادر يوم الثلاثاء توقعاتها لإنتاج النفط في عام 2025، حيث يتوقع أن يبلغ الإنتاج 13.37 مليون برميل يومياً، مقارنة بتقدير سابق قدره 13.42 مليون برميل. كما توقعت أن يظل الإنتاج عند المستوى نفسه في عام 2026.
زيادات متوقعة من "أوبك+"
في المقابل، من المتوقع أن يقر تحالف "أوبك+" زيادة كبيرة جديدة في الإنتاج لشهر أيلول، بعد أن وافق على زيادة قدرها 548 ألف برميل يومياً لشهر آب. ومع ذلك، أشار محللون إلى أن الزيادات الفعلية في الإنتاج حتى الآن كانت أقل من المعلن، وأن السعودية كانت المصدر الرئيسي للإمدادات الإضافية.
توترات جيوسياسية تدعم الأسعار
وفي سياق متصل، استمرت التوترات في المنطقة بعد تعرض سفينة الشحن "إترنيتي سي" التي ترفع علم ليبيريا لهجوم بطائرة مسيرة وزورق سريع قبالة سواحل اليمن، مما أسفر عن مقتل أربعة بحارة، وفقاً لمسؤول مطلع. ويُعد هذا الحادث الثاني من نوعه في يوم واحد، بعد أشهر من الهدوء النسبي في المنطقة.