أعلنت المملكة المغربیة رسمیاً، إعادة فتح سفارتها في العاصمة السوریة دمشق، وذلك بعد إغلاق دام 13 عاماً، تنفیذاً للتعلیمات السامیة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره اللّٰـه، في خطوة دبلوماسیة جدیدة تعکس إرادة الرباط في تعزیز علاقاتها الثنائیة مع سوریا.
وتم استئناف العمل بجمیع مصالح السفارة المغربیة بکامل جاهزیتها، وبمختلف أطقمها الإداریة والفنیة، وذلک بمقرها السابق في دمشق، ریثما تُستکمل الإجراءات الإداریة اللازمة وأشغال التهیئة لنقل المقر إلى مبنى جدید، ینسجم مع الدینامیة المتجددة التی تعرفها العلاقات المغربیة _ السوریة.
ویأتي هذا القرار تتویجاً لما أعلن عنه الملك محمد السادس خلال الخطاب الذي وجهه إلى القمة الرابعة والثلاثین لجامعة الدول العربیة، المنعقدة ببغداد یوم 17 ماي 2025، حیث کشف جلالته عن نیة المملکة إعادة فتح سفارتها في سوریا، التی کانت قد أُغلقت في عام 2012.
وأکد الملك أن هذه المبادرة من شأنها "فتح آفاق أوسع للعلاقات الثنائیة التاریخیة بین بلدینا وشعبینا الشقیقین".
کما جدّد جلالته، في برقیة تهنئة للرئیس السوري أحمد الشرع، موقف المغرب الثابت الداعم للشعب السوري الشقیق، ومساندته لتحقیق تطلعاته نحو الحریة والأمن والاستقرار، مع التأکید على ضرورة الحفاظ على وحدة سوریا الترابیة وسیادتها الوطنیة.
وفي السیاق نفسه، عبّر وزیر الخارجیة والمغتربین السوری، السید أسعد الشیباني، عن شکر وامتنان بلاده للملك محمد السادس، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل تحولاً إیجابیاً في مسار العلاقات بین البلدین، وتعکس رغبة صادقة في إعادة مد جسور التعاون والتضامن العربي.
وکانت بعثة تقنیة من وزارة الشؤون الخارجیة والتعاون الإفریقی والمغاربة المقیمین بالخارج قد زارت دمشق في 28 ماي 2025، من أجل استکمال الترتیبات العملیة والفنیة الخاصة بإعادة افتتاح السفارة، وضمان جاهزیتها للعمل وفقاً للمعاییر المطلوبة.
وبهذا القرار، تعود العلاقات المغربیة السوریة إلى الواجهة، وسط تحولات إقلیمیة ودولیة متسارعة، وتنامٍ في المساعي العربیة لإعادة تطبیع العلاقات مع سوریا بعد سنوات من القطیعة.