عفرين تشهد موجة عودة کبیرة للنازحین الأکراد بعد اتفاقیات المصالحة مع الحکومة السوریة

شهدت مناطق عفرین وشمال حلب فی الآونة الأخیرة عودة لافتة للنازحین الأکراد إلى منازلهم، وسط تحسن الظروف الأمنیة وتوفر ضمانات العودة الآمنة، وذلک فی أعقاب الاتفاقیات الأخیرة بین الحکومة السوریة وقوات سوریا الدیمقراطیة (قسد).
وجاءت هذه الخطوة بعد توقیع اتفاق العاشر من آذار الماضی بین الرئیس السوری أحمد الشرع ورئیس "قسد" مظلوم عبدی، والذی نص على "دمج جمیع المؤسسات المدنیة والعسکریة التابعة للإدارة الذاتیة الکردیة ضمن إدارة الدولة السوریة"، کما تضمن بنداً یضمن "عودة جمیع النازحین السوریین إلى قراهم وبلداتهم وتوفیر الحمایة لهم من قبل الدولة".
کما أسهم تنفیذ بنود اتفاقیة حی الشیخ مقصود والأشرفیة، الموقعة بین دمشق و"قسد" مطلع نیسان الماضی، فی تعزیز ثقة النازحین ودفعهم للعودة بأعداد أکبر من السابق.
وبحسب صحیفة "الوطن" المحلیة، أکدت مصادر أهلیة فی عفرین وأریافها أن السلطات السوریة سهلت عملیة عودة السکان بشکل ملحوظ، مما شجع مئات العائلات على العودة والاستقرار الدائم بعد نحو سبع سنوات من النزوح، إثر سیطرة فصائل الجیش الوطنی المدعومة ترکیاً على المنطقة فی آذار 2018.
وبحسب المصادر، فإن بعض قرى ناحیة المعبطلی سجلت عودة أکثر من 90% من سکانها، بینما تراوحت النسبة فی جندیرس حول 80%، وفی شیخ الحدید نحو 70%. کما لاحظت المصادر تزایداً مطرداً فی عودة النازحین إلى مدینة عفرین خلال الشهر الماضی، خاصة مع عودة بعض العائلات العربیة التی کانت قد نزحت إلیها سابقاً هرباً من الأوضاع الأمنیة، إلى مناطقها الأصلیة لإعادة الإعمار.
فی سیاق متصل، باشرت السلطات السوریة خطوات عملیة لدمج مؤسسات عفرین الإداریة والخدمیة ضمن هیکل محافظة حلب، على غرار مناطق شمال حلب الأخرى مثل إعزاز، وذلک لتحسین الخدمات المقدمة للمواطنین.
وفی هذا الإطار، عُقد الأربعاء الماضی اجتماع موسع فی عفرین بحضور معاون محافظ حلب ورئیس مجلس المدینة وممثلی المجالس المحلیة والمدیریات الخدمیة، لبحث آلیات الدمج الإداری الفعال ورفع کفاءة الخدمات العامة، بما فی ذلک دمج الکوادر الفنیة والإداریة ضمن البنیة الحکومیة.
وتتوقع المصادر أن تشهد الفترة المقبلة ازدیاداً فی أعداد العائدین، مع استمرار تحسن الأوضاع الأمنیة والخدمیة فی البلاد.