"مزارع العافية" لترامب حلول جدلية لأزمة الصحة النفسية في أمريكا

13 أغسطس 2025164 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة
"مزارع العافية" لترامب حلول جدلية لأزمة الصحة النفسية في أمريكا
كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الصحة روبرت كينيدي جونيور عن خطط لإنشاء ما يسمى "مزارع العافية" لعلاج المرضى النفسيين والمشردين ومدمني المخدرات. لكن هذه الخطط، التي تروج لها الإدارة كحل "إنساني"، تحمل في طياتها مخاوف من عودة النموذج المؤسساتي القسري الذي تم التخلي عنه منذ عقود بسبب انتهاكاته الوحشية.
وفقاً للتوجهات المعلنة مزارع العافية هي احتجاز قسري حيث سيتم إيداع المشردين وذوي الاضطرابات النفسية أو الإدمان في مراكز علاجية دون موافقتهم، بناءً على تقييمات غير واضحة.
إلغاء الرعاية المجتمعية من خلال تقليص تمويل برامج الإسكان والدعم الاجتماعي، واستبدالها بمؤسسات مغلقة. مع تلميحات إلى أن النزلاء سيُجبرون على العمل كجزء من "إعادة التأهيل"، في إطار يشبه السخرة.
إشراف أيديولوجي: مخاوف من ترويج هذه المراكز لبرامج "إعادة تربية" قائمة على أفكار يمينية متطرفة، خاصة بعد تصريحات كينيدي جونيور التي وصفت مضادات الاكتئاب بأنها "خطيرة كالهيروين".
الخطة ليست جديدة. فقد طبّق الرئيس البرازيلي السابق جاير بولسونارو سياسات مماثلة أهمها:
إغلاق مراكز الصحة النفسية المجتمعية.
تمويل "مجتمعات علاجية" مارست انتهاكات ممنهجة، مثل العمل القسري والحرمان من الأدوية.
تحويل قضايا الصحة النفسية إلى أداة قمع سياسي، خاصة ضد الفقراء والسود.
الآن، يبدو أن ترامب وكينيدي يسعيان لاستنساخ هذا النموذج في الولايات المتحدة، مستغلين أزمة الصحة النفسية (مثل ارتفاع معدلات الانتحار والإدمان) لتبرير سياسات تقوض الحريات.
وتعتبر هذه الخطة خطيرة إذا تم تنفيذها وذلك بسبب غياب الضمانات حيث لا توجد آليات رقابية لمنع التعذيب أو الإساءة، كما حدث في المصحات القديمة. وتسييس الطب النفسي من خلال استخدام التشخيصات كأداة لاستهداف المعارضين أو الفئات المهمشة وتفكيك الرعاية العامة بإلغاء برامج مثل "الإسكان أولاً" وخدمات الحد من الأضرار، مما يزيد معاناة الضعفاء.
ترامب وكينيدي يستخدمان خطاباً مناهضاً للطب النفسي لخدمة أجندة سلطوية مثل تضخيم مخاطر الأدوية النفسية (رغم عدم وجود أدلة علمية)، بينما يتم تجاهل الأسباب الحقيقية للأزمات النفسية، مثل الفقر والعنف النظامي.
يرى الخبراء بأنه بدلاً من العودة إلى النموذج العقابي، يحتاج النظام الأمريكي إلى استثمار في الرعاية المجتمعية (مساكن داعمة، فرق أزمات غير شرطية). ومعالجة الأسباب الجذرية (الفقر، العنصرية، صدمات الطفولة). وضمان مشاركة المرضى في تصميم البرامج، ورفض النموذج القسري.
إذا نجحت خطط ترامب، فقد نشهد عودة مصحات العصر المظلم – لكن هذه المرة تحت شعارات "العلاج" و"الأمن".

مشاركة الخبر