ترامب يثير عاصفة بتصريحات جديدة عن أسرى إسرائيل في غزة
23 أغسطس 2025215 مشاهدةوقت القراءة: 3 دقيقة

حجم الخط
16
أشعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة 22 أغسطس / آب ، جدلًا واسعًا في إسرائيل بعد كشفه عن معلومات حساسة تتعلق بعدد الأسرى الأحياء المحتجزين لدى حركة "حماس" في قطاع غزة، وهو ما أثار استياءً في الأوساط السياسية والعسكرية، وكذلك بين عائلات الأسرى.
وفي مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض، قال ترامب إن "عدد الأسرى الإسرائيليين الذين لا يزالون على قيد الحياة لدى حماس يُحتمل أن يكون أقل من 20 شخصًا من أصل 50 أسيرًا تحتجزهم الحركة" ، مضيفًا أن "أسيرين آخرين ربما يكونان قد لقيا حتفهما" داخل القطاع.
وأكد ترامب أنه كان يتوقع أن تبدأ حركة حماس في رفض الصفقات حين انخفض عدد الأسرى إلى ما دون 20 ، لافتًا إلى أن الحركة تعرض حاليًا "10 أسرى فقط مقابل أي اتفاق محتمل".
كما نسب لنفسه الفضل في إطلاق سراح بقية الأسرى، وادعى أن عائلاتهم "لا تمانع خطة إسرائيل لاجتياح قطاع غزة بالكامل".
وأضاف ترامب في تصريح لافت : "يجب إنهاء هذا الوضع فورًا، ما يحدث ابتزاز يجب أن يتوقف. سيكون الأسرى أكثر أمانًا إذا أسرعت إسرائيل في تنفيذ خطة السيطرة الكاملة على القطاع" ، مدعيًا أن حماس تتخوف من أن إطلاق سراح الأسرى قد يكون بمثابة "نهاية لحياتهم".
* ردود إسرائيلية غاضبة على تصريحات ترامب
في رد سريع، نفى منسق شؤون الأسرى والمفقودين السابق في الجيش الإسرائيلي، الجنرال المتقاعد غال هيرش، صحة ما قاله ترامب، مؤكدًا أنه "لا توجد لدى إسرائيل أي معلومات تشير إلى وفاة المزيد من الأسرى في غزة".
وأوضح هيرش أن المعطيات الرسمية تشير إلى وجود 20 أسيرًا على قيد الحياة، مشيرًا إلى أن "حالة اثنين منهم حرجة للغاية" ، بينما توفي 28 آخرون وفق التقديرات.
من جهته، أصدر "منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين" بيانًا انتقد فيه تصريحات ترامب بشدة، متهمًا بعض المسؤولين الإسرائيليين بالتقاعس عن التواصل مع العائلات.
وجاء في البيان : "إذا كان وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر يعلم شيئًا مختلفًا عن مصير الأسرى، فعليه أن يطلع العائلات أولًا قبل أي تصريحات علنية".
وأضاف المنتدى : "كل أسير من الأسرى الخمسين يمثل عالماً بأكمله، و واجبنا المقدس هو إعادتهم جميعًا دون استثناء".
* تحركات جديدة في ملف صفقة التبادل
وفي خضم هذا الجدل، كشفت مصادر إعلامية إسرائيلية عن تحركات جديدة لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
ونقلت "القناة 12" عن مصادر مطلعة لم تسمها أن وسطاء دوليين أجروا اتصالات مع الجانبين لتنسيق موعد ومكان الجولة المقبلة من المحادثات، وسط تقديرات بانعقادها خلال أيام قليلة.
وأضافت القناة أن الوفد الإسرائيلي الذي شارك في المحادثات السابقة في العاصمة القطرية الدوحة سيقود الجولة المقبلة، مع ترجيحات بعقدها في موقع جديد لم يُكشف عنه بعد.
تأتي هذه التطورات في ظل تزايد الضغط الشعبي داخل إسرائيل، حيث تطالب عائلات الأسرى الحكومة بالإسراع في التوصل إلى اتفاق يضمن الإفراج عن ذويهم.
ويبدو أن هذا الضغط بدأ يؤتي ثماره، إذ أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعليماته، يوم الخميس، ببدء مفاوضات فورية لتأمين الإفراج عن الأسرى، وذلك بالتوازي مع استمرار التخطيط لتنفيذ عملية عسكرية شاملة في قطاع غزة.
هذه التصريحات المفاجئة لترامب وتداعياتها، تأتي في لحظة حرجة من التصعيد المتواصل بين إسرائيل وحماس، وتضع المزيد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية للرد بحذر وتحقيق تقدم ملموس في ملف الأسرى الشائك.