الولايات المتحدة ترسل سفناً حربية قبالة سواحل فنزويلا في إطار تصعيد الحملة على مادورو

في تصعيد جديد للتوترات المستمرة بين البلدين، أعلن مسؤول أمريكي كبير يوم الأربعاء 20 آب، أن الرئيس دونالد ترامب أمر بنشر ثلاث مدمرات قادرة على إطلاق صواريخ من طراز "إيجيس" في المياه الدولية قبالة سواحل فنزويلا؛ لمكافحة عمليات تهريب المخدرات.
جاءت هذه الخطوة في خضمّ حملة مكثفة تشنها إدارة ترامب ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي لا تعترف واشنطن بشرعيته وتتّهمه بالتورط في شبكة "تهريب مخدرات" دولية. وقال المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، لوكالة "فرانس برس" إن السفن الحربية "هي الآن في طريقها" إلى موقعها المحدد.
ولم يقتصر الأمر على السفن فقط، حيث أفادت تقارير لوسائل إعلام أمريكية عديدة بأن إدارة ترامب تعتزم أيضاً إرسال ما يقارب 4000 عنصر من مشاة البحرية (المارينز) إلى منطقة البحر الكاريبي بالقرب من السواحل الفنزويلية.
ويأتي هذا التحرك العسكري بعد أسابيع فقط من قرار واشنطن مضاعفة المكافأة المالية للقبض على مادورو إلى 50 مليون دولار، والتي كان قد عرضها في مطلع آب مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقاله بتهمة تهريب المخدرات.
من جهتها، وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، الحكومة الفنزويلية يوم الثلاثاء بأنها "كارتل إرهابي لتهريب المخدرات"، ووصفت مادورو بأنه "زعيم هذا الكارتل الفار من وجه العدالة". وأكدت ليفيت، رداً على سؤال حول إمكانية نشر قوات أمريكية، أن الرئيس ترامب سيلجأ إلى "كل الوسائل" لـ "منع المخدرات من إغراق بلادنا".
من ناحيته، كان مادورو قد وصف المكافأة الأمريكية بأنها "مثيرة للشفقة" و"عملية دعاية سياسية فجّة". ورداً على التصعيد الأمريكي، أمر الرئيس الفنزويلي يوم الإثنين بنشر 4.5 مليون عنصر من "الميليشيات المسلحة" التابعة له "لضمان تغطية كامل أراضي" البلاد. وتضم هذه الميليشيا، التي أسسها الرئيس الراحل هوغو تشافيز، وفقاً لمصدر رسمي، نحو 5 ملايين شخص من مدنيين وعسكريين في الاحتياط، وتعمل تحت قيادة الجيش.
يُذكر أن الرئيس ترامب يرفع بشكل متكرر لواء مكافحة تهريب المخدرات لتبرير العديد من سياساته المثيرة للجدل منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني، في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وكاراكاس توتراً شديداً منذ سنوات.