الشرع : نقترب من اتفاق أمني مع إسرائيل يُعيد خط فصل 1974
25 أغسطس 2025180 مشاهدةوقت القراءة: 3 دقيقة

حجم الخط
16
أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع عن إحراز تقدم ملموس في المحادثات الجارية بين الوفدين السوري والإسرائيلي، بهدف تطوير اتفاق أمني ثنائي جديد.
وفي تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحافي يوم أمس الأحد، شدد الشرع على أن بلاده "لن تتردد في اتخاذ أي قرار أو توقيع أي اتفاق يخدم مصلحة سوريا"، في إشارة واضحة إلى جدية التوجه نحو تفاهمات إقليمية جديدة.
* نحو العودة إلى خط فصل 1974
وأكد الشرع أن جوهر الاتفاق الذي يجري التفاوض بشأنه يرتكز على العودة إلى خط الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية في مرتفعات الجولان المحتلة، وهو الخط الذي تم تحديده عام 1974 في أعقاب اتفاقية فض الاشتباك.
وأشار إلى أن أي ترتيبات أمنية مستقبلية ستأخذ هذا الخط كأساس لاستقرار الأوضاع جنوب البلاد.
* تكامل اقتصادي وإقليمي
وفي خطوة تعكس تحولاً في السياسة الإقليمية السورية، أبدى الرئيس الشرع دعمه لفكرة التكامل الاقتصادي بين دول الشرق الأوسط، مؤكداً استعداده لتوقيع أي اتفاقية من شأنها أن تعزز مصالح سوريا والمنطقة ككل، مؤكداً : "نحن أمام مرحلة جديدة تتطلب قرارات جريئة ومسؤولة".
* ملف لبنان : لا لتصفية الحسابات عبر سوريا الجديدة
وفيما يتعلق بالعلاقات مع لبنان، أبدى الشرع رغبة في تجاوز صراعات الماضي، مؤكداً أن هناك أطرافاً تحاول "الاستقواء بسوريا الجديدة لتصفية حسابات مع حزب اللّٰـه"، لكنه شدد على أن حكومته ترفض أن تكون طرفاً في مثل هذه الحسابات، قائلاً : "نتطلع إلى كتابة تاريخ جديد للعلاقات اللبنانية السورية ... نحن لا نهدد أحداً ولسنا أداة لأحد".
* لقاء سوري _ إسرائيلي في باريس
وفي سياق الجهود الدبلوماسية، شهدت العاصمة الفرنسية باريس يوم 20 أغسطس الجاري، اجتماعاً غير مسبوق بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، و وزير التخطيط الاستراتيجي الإسرائيلي رون ديرمر، بوساطة أميركية.
وتناول اللقاء بحث خطوات خفض التوتر في محافظة السويداء، وآليات تعزيز الاستقرار في الجنوب السوري، إلى جانب مناقشة إعادة تفعيل اتفاقية فصل القوات لعام 1974، و وضع آلية تنفيذ واضحة لها.
* احتلال جديد في الجنوب السوري
ويأتي هذا الحراك السياسي والأمني في ظل واقع ميداني متوتر، إذ تواصل إسرائيل منذ سبعة أشهر احتلالها لجبل الشيخ ومناطق من جنوب سوريا، حيث أنشأت شريطاً أمنياً بعرض يصل إلى 15 كيلومتراً في بعض المناطق، وتسيطر على أكثر من 40 ألف سوري يعيشون داخل ما يسمى بـ "المنطقة العازلة المحتلة".
وكانت إسرائيل قد وسعت رقعة احتلالها في الجنوب السوري بعد الإطاحة بالنظام السابق أواخر عام 2024 ، مستغلة حالة الفوضى لتكريس سيطرتها على مساحات إضافية في الجولان المحتل، والذي تسيطر عليه منذ عام 1967.
في ظل هذا الزخم الدبلوماسي والميداني، تترقب الأوساط الإقليمية والدولية نتائج المحادثات السورية _ الإسرائيلية، التي قد تشكل منعطفاً حاسماً في مسار النزاع الممتد منذ عقود، وتفتح الباب أمام خارطة أمنية جديدة في منطقة الشرق الأوسط.