مع بدء موسم الحصاد، أطلقت وزارة الطوارئ والكوارث في سوريا خطة استجابة طارئة تهدف إلى تقليل الخسائر في الأرواح والممتلكات، والتخفيف من الآثار البيئية والاقتصادية الناتجة عن حرائق المحاصيل الزراعية والغابات، وذلك لحماية الأمن الغذائي.
وتم إعداد هذه الخطة بالتعاون مع منظمة الدفاع المدني السوري، وأفواج الإطفاء، ومراكز حماية الغابات، لتشمل جميع المناطق القابلة للتغطية بحسب توزع المراكز والمساحات المزروعة.
تركز الخطة على ثلاثة محاور أساسية : رفع الجاهزية، سرعة الاستجابة، وتعزيز التوعية المجتمعية.
وأوضح الدكتور حسام حلاق، معاون وزير الطوارئ والكوارث، أن الفرق المختصة أجرت دراسة شاملة شملت مسحًا جغرافيًا وجمعًا للبيانات، لتحديد أقرب المراكز للمناطق المزروعة، استنادًا إلى تجارب السنوات الماضية، كما تم تقييم وتزويد هذه المراكز بالمعدات والكوادر اللازمة للتعامل مع الحرائق.
وتم تحديد مراكز مؤازرة وطرق آمنة وسريعة للوصول إليها، مع تعزيز قنوات الاتصال والتنسيق مع مديريات الزراعة والمياه والغابات.
وتم تشكيل غرف تنسيق تعمل على مدار الساعة في مناطق متعددة، وتحديد مسارات واضحة لفرق الإطفاء للوصول السريع إلى مصادر المياه.
تتضمن الخطة تفعيل 36 نقطة استجابة متقدمة، منها 10 نقاط جوالة مزودة بصهاريج ومعدات خفيفة وأفراد مدربين، و 26 نقطة ثابتة مجهزة بالكامل لدعم المناطق المحيطة.
وتعمل الجهات المعنية حاليًا على تجهيز هذه النقاط وتشغيلها بكوادر مدربة، خصوصًا لمكافحة حرائق القمح والشعير والأشجار المثمرة والأحراش الجبلية.
من جانبه، أشار وسام زيدان، مدير برنامج البحث والإنقاذ في الدفاع المدني، إلى أهمية التوعية المجتمعية، حيث تم إنتاج ونشر ملصقات توعوية، وإطلاق حملات إعلامية لتثقيف الناس حول الوقاية من الحرائق وطرق الإبلاغ عنها.
وأكد أن الخطة تمثل استجابة استباقية لمخاطر الصيف، في ظل التغيرات المناخية والممارسات غير الآمنة، مضيفًا أن هذه الجهود رغم بساطتها تشكل أساسًا للحد من الخسائر، وتحتاج إلى دعم إضافي لتعزيز قدرات الاستجابة والتعاون المجتمعي.