في إطار الدعم الفني وتقديم المشورة، استقبل وزير المالية السوري السيد محمد يُسر برنية يوم أمس الأحد بعثة فنية من صندوق النقد الدولي برئاسة رون فان رودن، نائب مدير دائرة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى و رئيس بعثة الصندوق إلى سوريا، في زيارة تُعد الأولى من نوعها منذ نحو 18 عامًا، منذ آخر تواجد رسمي لصندوق النقد الدولي في البلاد.
تأتي هذه الخطوة ضمن مساعي الحكومة السورية لتعزيز التعاون الدولي وفتح آفاق جديدة للإصلاح الاقتصادي.
تتألف البعثة من ثمانية خبراء متخصصين ينتمون إلى خمس دوائر رئيسية داخل صندوق النقد الدولي، تشمل مجالات مالية دقيقة وحيوية مثل المالية العامة، والإحصاء، والشؤون النقدية وأسواق المال، بالإضافة إلى الشؤون القانونية، فضلًا عن دائرة الشرق الأوسط التي تشرف على ملف سوريا.
ويمتد عمل البعثة لمدة خمسة أيام، خلال هذه الفترة تقوم بتقديم الدعم الفني والمشورة للحكومة السورية في عدد واسع من المجالات الاقتصادية والمالية.
وتشمل مجالات عمل البعثة : المالية العامة، الإصلاح الضريبي والجمركي، إدارة الدين العام، تطوير منظومة الإحصاء الوطنية، الإصلاح النقدي والمصرفي، الرقابة المصرفية، الاستقرار المالي، فضلًا عن سياسات النزاهة المالية ومكافحة غسل الأموال، والتي تشكل ركائز أساسية لأي نظام مالي قوي ومستقر.
ويأتي هذا التعاون في إطار جهود مستمرة تبذلها سوريا لتعزيز استقرارها المالي وتحسين أداء مؤسساتها الاقتصادية والمالية، بما يساهم في خلق بيئة اقتصادية أكثر شفافية وكفاءة.
وتعكس هذه الخطوة رؤية جديدة للتنمية الاقتصادية والإصلاح الشامل في البلاد، والتي تهدف إلى مواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة و دعم مسيرة البناء والتنمية المستدامة.