في خطوة هامة لتعزيز القطاع الصحي والتعليم الطبي في سوريا، بحث وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي مع وفد الجمعية الطبية السورية الأمريكية ( SAMS ) برئاسة الدكتور عبد الفتاح الشعار، إنشاء مدينة طبية متكاملة في ريف دمشق، إلى جانب سبل التعاون المستقبلي لدعم المنظومة الصحية والتدريب الأكاديمي.
وخلال اللقاء الذي عُقد في مبنى الوزارة، أكد الوزير الحلبي على الدور المحوري للجمعية كشريك حقيقي في تقديم الخدمات الطبية والتدريبية، مشيرًا إلى أهمية المشروع الذي يعد جزءًا من التنمية المستدامة ويرفع مستوى التدريب الأكاديمي.
وأعرب الوزير عن استعداد الوزارة للتعاون الكامل مع الجمعية بالتنسيق مع وزارة الصحة، خاصة في ظل التخفيف المتوقع للعقوبات التي تفتح آفاقًا أوسع للتأهيل والنهوض بالمشافي التعليمية، والتي قدمت خلال العام الماضي أكثر من 12 مليون خدمة طبية، منها 117 ألف عملية جراحية.
من جانبها، أشارت مديرة المشافي التعليمية المهندسة ميشلين كاسوحة إلى الحاجة الملحة لدعم وصيانة التجهيزات الطبية، خصوصًا أجهزة التصوير الشعاعي والرنين المغناطيسي في مشفى المواساة الجامعي بدمشق.
بدوره، استعرض الدكتور عبد الفتاح الشعار تاريخ الجمعية وأنشطتها، مؤكدًا أهمية المدينة الطبية الجديدة ذات الموقع الاستراتيجي بين المناطق الجنوبية والشمالية، والتي تهدف إلى تقديم خدمات طبية وتعليمية متطورة وعالية الجودة.
وأوضح الشعار أن الجمعية ترعى حاليًا 47 منشأة طبية في شمال سوريا، منها 12 مشفى، وحققت خلال عام 2024 تقديم أكثر من 4.4 ملايين خدمة طبية متنوعة، إضافة إلى إطلاق برامج تدريبية متخصصة في مجالات السرطان، الأمراض القلبية، العناية المشددة، والطب النفسي السريري.
كما قدم المهندس مراد درويش، مدير مشروع المدينة الطبية، مخطط المشروع الذي صُمم وفق المعايير العالمية مستفيدًا من تجارب في تركيا وأمريكا، ويتضمن منشآت طبية تعليمية وأكاديمية، ومراكز متخصصة في الأمراض المختلفة، إلى جانب مرافق تجارية وسكنية للكادر الطبي، مع خطط لتوسيع المشروع في محافظات أخرى مستقبلًا.
وشارك في اللقاء معاون وزير التعليم العالي لشؤون الجامعات الخاصة الدكتور محمد سويد، ومدير العلاقات الثقافية الدكتور نمير عيسى، إلى جانب عدد من أعضاء وفد الجمعية الطبية السورية الأمريكية.
تجدر الإشارة إلى أن "سامز" هي منظمة طبية إنسانية غير ربحية تأسست عام 1998 على يد أطباء سوريين أمريكيين، وتعمل على تقديم الرعاية الصحية والتعليم الطبي في سوريا والدول المجاورة لدعم المجتمعات المتضررة من الأزمات الإنسانية.