هاكاثون سوريا: ابتكار شبابي في مواجهة تحديات إعادة الإعمار والتنمية

تعزيز التعاون المحلي والعالمييجمع "هاكاثون سوريا" بين التعاون عبر الإنترنت من خلال منصة "ديسكورد" والحضور الفعلي في عدد من المراكز المحلية داخل سوريا، لتوفير بيئة تفاعلية تتيح تبادل الخبرات والمعرفة بشكل فوري. ويؤكّد المنظمون أن طبيعة الهجين بين العمل الافتراضي واللقاءات المباشرة تضمن مشاركة أوسع وتفاعلًا أعمق، خصوصًا في ظل الظروف والتحديات التي تعيشها البلاد منذ سنوات.

محاور أساسية تستهدف بناء المستقبلو

تم تقسيم مجالات العمل في الهاكاثون إلى ستة محاور رئيسية، تشمل:

1. البنية التحتية والخدمات العامة: ابتكار حلول لإعادة تأهيل شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وتطوير نظم إدارة النفايات، وتعزيز التخطيط الحضري والريفي.
2. التعليم وتطوير المهارات: استعادة قطاع التعليم عبر حلول التعلم الرقمي والدعم المدرسي وبرامج التدريب المهني، مع التركيز على سد الفجوة بين التعليم وسوق العمل.
3. الرعاية الصحية والوصول إلى الخدمات الطبية: طرح أفكار مبتكرة لضمان وصول الأهالي إلى الخدمات الصحية، مثل التطبيب عن بُعد ووحدات الصحة المتنقلة.
4. الفرص الاقتصادية وفرص العمل: تحفيز روح ريادة الأعمال عبر تمكين المستقلين والشركات الصغيرة والناشئة، إضافة إلى برامج التمويل الصغير والتدريب المهني.
5. الأمن الغذائي والزراعة: استكشاف تقنيات الزراعة المستدامة، وتعزيز طرق التخزين والحفظ، والحد من هدر الطعام وتطوير شبكات توزيع الغذاء.
6. السلام والتماسك الاجتماعي: تعزيز جهود بناء السلام والمشاريع المجتمعية التي تشمل النازحين والنساء والشباب، وترسيخ قيم المساواة والمشاركة الفعّالة في التنمية.

شراكات مع الجهات المحلية والدولية

ولضمان فعالية المخرجات، يتعاون المشاركون مع منظمات غير حكومية ورواد أعمال وقادة مجتمعيين، ويؤكد القائمون على الحدث أن هذه الشراكات تضمن تجذّر الحلول في احتياجات الواقع السوري، مع إمكانية تبنّيها وتطويرها بعد انتهاء الهاكاثون.

ختام بفعاليات عرض للمشاريع الرائدة

من المقرر أن يختتم الهاكاثون بيوم عرض نهائي تُقدّم فيه أبرز الأفكار والمشاريع أمام لجنة تحكيم تضم خبراء ورواد أعمال سوريين ودوليين. وستحظى المشاريع الفائزة بالدعم اللوجستي والتمويل اللازم لمواصلة تطويرها وتنفيذها على أرض الواقع، ما قد يشكل خطوة مهمة نحو إعادة الإعمار الاقتصادي والاجتماعي.

دور "ستارت أب سوريا" في تعزيز ريادة الأعمال

يأتي هذا الحدث بدعم من مبادرة "ستارت أب سوريا" المجتمعية التي تأسست عام 2013 لدعم رواد الأعمال والشركات الناشئة السورية. وقد نجحت المبادرة خلال الأعوام الماضية في ربط المؤسسين السوريين حول العالم عبر لقاءات نظّمت في عدة مدن عالمية مثل برلين والقاهرة وسان فرانسيسكو ودبي وبيروت وكوالالمبور، مما رسّخ شبكة قوية من الخبراء والمهتمين بريادة الأعمال السورية.

ويشرف على تنظيم الحدث كُلٌّ من أحمد سفيان بيرم، فادي بشارة، جود خطاب، وعبدالسلام هيكل، الذين يؤكّدون أن "هاكاثون سوريا" ليس مجرد مسابقة، بل مساحة مفتوحة لإطلاق الطاقات والإبداع في سبيل وضع خارطة طريق حقيقية لمرحلة إعادة البناء. وبفضل الحضور الواسع والتنوع الكبير في أفكار المشاريع، يبدو أن هذا الهاكاثون سيمثّل نموذجًا حيويًا لاستنهاض جهود الشباب وتعزيز التعاون بين الداخل السوري والمغتربين، بما يدعم إعادة إعمار البنية التحتية وترسيخ الأسس الاقتصادية والاجتماعية لسوريا المستقبل.