تجويع غزة : العفو الدولية تتهم إسرائيل والأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية
18 أغسطس 2025227 مشاهدةوقت القراءة: 3 دقيقة

حجم الخط
16
اتهمت منظمة العفو الدولية، في تقرير صدر اليوم الإثنين 18 أغسطس / آب ، إسرائيل باتباع سياسة تجويع ممنهجة ومتعمدة بحق سكان قطاع غزة، في وقت تحذر فيه الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية من أن القطاع الفلسطيني يقترب بسرعة من مجاعة كارثية.
وبحسب التقرير، الذي استند إلى مقابلات مع 19 نازحاً فلسطينياً واثنين من الطواقم الطبية الذين يعالجون أطفالاً يعانون من سوء التغذية، فإن "إسرائيل تنفّذ حملة تجويع متعمدة في قطاع غزة المحتل، من خلال التدمير الممنهج للبنية التحتية للصحة والسلامة والنسيج الاجتماعي لحياة الفلسطينيين".
و رأت المنظمة أن ما يحدث في غزة "ليس نتيجة عرضية أو مؤسفة للعمليات العسكرية، بل نتيجة مقصودة لخطط وسياسات إسرائيلية مدروسة تم تنفيذها خلال الـ 22 شهراً الماضية، بهدف فرض ظروف معيشية تؤدي إلى تدمير السكان الفلسطينيين جسديًا" ، معتبرة أن ذلك يدخل في سياق ما وصفته بـ "الإبادة الجماعية الجارية" بحق سكان غزة.
وكانت المنظمة قد اتهمت في أبريل الماضي إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية على الهواء مباشرة" على وقع الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023 بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس.
وفي المقابل، نفت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه الاتهامات، و وصفتها بأنها "كاذبة وعارية عن الصحة تماماً" ، كما نفت هيئة "كوغات" _وهي الجهة الإسرائيلية المشرفة على الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية وتتبع وزارة الدفاع_ وجود أي مؤشرات على انتشار سوء تغذية واسع النطاق في القطاع، متهمة حركة حماس بـ "الترويج لسردية المجاعة".
* أرقام صادمة للضحايا .. والأطفال في قلب الأزمة
و وفقًا لوزارة الصحة في غزة، التابعة لحركة حماس، فإن 227 شخصًا قضوا جوعًا خلال الـ 22 شهرًا من الحرب، بينهم 103 أطفال.
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية وفاة 148 شخصًا بسبب سوء التغذية في القطاع منذ يناير 2025.
بدوره، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في تقرير صدر هذا الشهر، من أن الجوع وسوء التغذية في غزة وصلا إلى أعلى مستوياتهما منذ بداية الحرب ، موضحًا أن :
• أكثر من ثلث سكان القطاع لا يتناولون الطعام لأيام متتالية.
• نحو 300 ألف طفل معرضون لخطر سوء التغذية الحاد.
• الوضع يزداد سوءًا بسبب منع دخول شاحنات المساعدات الإنسانية.
* حصار خانق وتوزيع مساعدات "انتقائي"
ومنذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 ، فرضت إسرائيل حصارًا محكمًا على قطاع غزة، وشددته بشكل أكبر في 2 مارس 2025 بمنع دخول أي مساعدات إنسانية أو سلع تجارية، مما عمّق الأزمة الإنسانية في القطاع الساحلي المحاصر.
وفي أواخر مايو، سمحت إسرائيل بدخول كميات محدودة من المواد الغذائية، تولت توزيعها مؤسسة "غزة الإنسانية" _وهي جهة تمولها إسرائيل والولايات المتحدة_ وسط رفض من وكالات الأمم المتحدة التعاون مع هذه المؤسسة، ما زاد من الغموض والجدل حول شفافية توزيع المساعدات وفعاليتها.
* خطط للسيطرة الميدانية .. ومخاوف من تصعيد أكبر
وفي سياق ميداني متصل، كشفت تقارير صحفية عن تفاصيل خطة إسرائيلية للسيطرة على غزة، تشمل إطلاق عملية عسكرية كبرى بتاريخ 7 أكتوبر المقبل، بمشاركة أربع فرق عسكرية، في مؤشر واضح على أن الأوضاع مرشحة لمزيد من التصعيد، في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية وعدم وجود أفق سياسي للحل.