كوريا الجنوبية ترفض منح واشنطن حرية التحرك العسكري الكامل على أراضيها

25 أغسطس 2025161 مشاهدةوقت القراءة: 3 دقيقة
كوريا الجنوبية ترفض منح واشنطن حرية التحرك العسكري الكامل على أراضيها
أعلن الرئيس الكوري الجنوبي لي جيه_ميونغ أن بلاده تتحفظ على منح "مرونة أكبر" للقوات الأميركية المتمركزة في أراضيها، في إشارة إلى رفضها السماح لواشنطن بإجراء تعديلات على مواقع وتحركات وتدريبات قواتها دون التنسيق الكامل مع الحكومة الكورية الجنوبية.

ونقلت وكالة "يونهاب" عن الرئيس الكوري قوله، خلال زيارته إلى واشنطن، إن بلاده تجد صعوبة في القبول بهذا الطلب الأميركي الذي ترى فيه تهديداً لسيادتها الوطنية.
ويُقصد بـ "المرونة" أن تتمتع القوات الأميركية بحرية إعادة تموضع قواتها أو تغيير جدول تدريباتها العسكرية دون خضوعها لإجراءات الموافقة من سول.

ومن المقرر أن يلتقي لي جيه_ميونغ نظيره الأميركي دونالد ترامب في قمة مرتقبة، يبحثان خلالها قضايا الأمن القومي، وتقاسم الإنفاق الدفاعي، إلى جانب مراجعة تفاصيل الاتفاقية التجارية التي تم التوصل إليها بين البلدين في يوليو الماضي.

* "إف_35" في سماء كوريا الجنوبية من جديد
في سياق متصل، أعلنت القوات الأميركية في كوريا الجنوبية عن نشر مؤقت لمقاتلات من طراز إف_35 ، في إطار التدريبات العسكرية السنوية المشتركة مع سول، المعروفة باسم "أولتشي فريدوم شيلد" (UFS) ، والتي تستمر 11 يوماً وتنتهي يوم الخميس المقبل.

وصرّح مسؤول عسكري أميركي بأنه تم نشر حوالي 10 طائرات من طرازي إف_35A وإف_35B ، في قاعدة كونسان الجوية، للمشاركة في المناورات الهادفة إلى تعزيز التنسيق الدفاعي والردع ضد التهديدات الإقليمية، في مقدمتها كوريا الشمالية التي أجرت مؤخراً اختبارات على صاروخين جديدين بقدرة قتالية "فائقة".

_ وتُعد المقاتلتان من الجيل الخامس عنصرين رئيسيين في ترسانة القوات الجوية الأميركية :
إف_35A : تعمل من مدارج تقليدية وتتميز بقدرة أعلى على المناورة وحمولة أكبر.
إف_35B : مخصصة لمشاة البحرية وتتميز بقدرتها على الإقلاع القصير والهبوط العمودي، ما يمنحها مرونة عملياتية كبيرة حتى من السفن أو القواعد الوعرة.

* تعزيز الوضع الدفاعي المشترك وسط تغييرات استراتيجية
ويرى مراقبون أن نشر هذه الطائرات يأتي في إطار تعزيز الجاهزية المشتركة بين سول و واشنطن، خصوصاً مع نقل بعض بطاريات "باتريوت" الأميركية إلى الشرق الأوسط، مما استدعى سد الثغرات الدفاعية عبر نشر مقاتلات الجيل الخامس بشكل دوري في المنطقة.

قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية الجنرال كزافييه برونسون ، أكد مؤخراً أن "الأولوية ليست للأعداد بل للقدرات"، في إشارة إلى توجه جديد في إستراتيجية الانتشار العسكري الأميركي في شبه الجزيرة الكورية، يركز على تعزيز القدرة القتالية بدلاً من عدد القوات فقط.

وعند سؤاله حول إمكانية تحويل هذا النشر المؤقت إلى نشر دائم أو تناوبي منتظم لمقاتلات إف_35 ، قال المسؤول العسكري الأميركي إن الخيارات قيد التقييم المستمر، مؤكداً أن أي تعديل في وضع القوات سيُعلن عنه رسميًا عبر القنوات المختصة.

كوريا الجنوبية تتمسك بسيادتها وترفض منح واشنطن تفويضاً مفتوحاً لتحركات قواتها، فيما تتحرك الولايات المتحدة لتعزيز وجودها الجوي عبر نشر مقاتلات متطورة، في ظل تصاعد التوترات مع كوريا الشمالية والتغيرات في موازين الدفاع الإقليمي.

مشاركة الخبر