انخفاض حاد في أسواق وول ستريت والأسهم الأوروبية عقب التصعيد بين إيران وإسرائيل

شهدت الأسواق المالية العالمية تراجعاً كبيراً يوم أمس الجمعة 13 حزيران، تأثراً بالتوترات الجيوسياسية بعد قيام إيران بإطلاق صواريخ على إسرائيل رداً على هجمات إسرائيلية مكثفة استهدفت منشآت نووية إيرانية. وأدى التصعيد إلى موجة بيع واسعة في الأسواق، مع تحول المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن.
وأغلقت مؤشرات وول ستريت على انخفاض حاد، حيث تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 68.92 نقطة (1.14%) ليصل إلى 5976.34 نقطة، بينما هبط مؤشر ناسداك المجمع 254.13 نقطة (1.29%) ليغلق عند 19407.49 نقطة. كما انخفض مؤشر داو جونز الصناعي 768.73 نقطة (1.79%) مسجلاً 42198.89 نقطة، وفقاً لبيانات أولية أوردتها "رويترز".
لم تسلم الأسواق الأوروبية من موجة الهبوط، حيث أغلق مؤشر ستوكس 600 منخفضاً 0.9%، لامساً أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع، مسجلاً خامس جلسة خسارة على التوالي في أطول سلسلة تراجع منذ أيلول 2024. وتصدرت أسهم قطاع السيارات الخسائر بنسبة 2.2%، بينما انخفض قطاع السفر 2%، متأثراً بتجنب شركات الطيران مثل "لوفتهانزا" و"رايان إير" للمجال الجوي فوق إسرائيل وإيران والعراق والأردن.
وأدى التصعيد العسكري إلى زيادة الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب والدولار، بينما ارتفعت أسعار النفط الخام بنسبة تقترب من 6% بسبب مخاوف من تعطل الإمدادات في الشرق الأوسط. وصعد قطاع الطاقة 0.6%، في حين قفزت أسهم شركات الشحن مثل "ميرسك" (4.2%) و"هاباغ لويد" (1%)، وسط توقعات بارتفاع أسعار الشحن جراء اضطرابات الإمدادات.
ارتفعت أسهم شركات الدفاع، حيث قفز سهم "راينميتال" الألمانية 2.7% و"بي.إيه.إي سيستمز" البريطانية 2.9%. من جهة أخرى، علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن إيران "جلبت الهجوم لنفسها" بعد رفضها الإنذار الأمريكي النهائي في مفاوضات البرنامج النووي، بينما نفت واشنطن مشاركتها في الهجوم.
وأعرب باتريك أرمسترونغ، كبير مسؤولي الاستثمار في "بلوريمي ويلث"، عن اعتقاده بأن التأثير سيكون قصير الأجل، قائلاً: "إذا انتهى هذا الأمر بسرعة، فسنشهد تعافيا سريعا إلى حد ما.. وجهة نظرنا هي أن من المحتمل أن يكون ذلك قصير الأجل للغاية لأن إيران ليست في وضع يسمح لها بالرد بقوة نظرا لديناميكيات القوة بين البلدين".
وأظهرت بيانات اقتصادات أوروبية تراجعاً في التضخم، حيث انخفض التضخم في ألمانيا إلى 2.1% في أيار، مما أثر على أداء مؤشر داكس الذي أغلق منخفضًا 1.1%. كما ظلت الأسواق قلقة بشأن المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، خاصة مع اقتراب الموعد النهائي الذي حدده ترامب لفرض رسوم جمركية جديدة في 8 تموز.
يبدو أن الأسواق المالية ستظل حساسة لأي تطورات جديدة في الأزمة بين إيران وإسرائيل، مع تركيز المستثمرين على احتمالات التصعيد أو احتواء الموقف في الأيام المقبلة.