ضمانات أمنية لأوكرانيا تفجّر الخلاف بين أميركا وأوروبا

22 أغسطس 2025110 مشاهدةوقت القراءة: 3 دقيقة
ضمانات أمنية لأوكرانيا تفجّر الخلاف بين أميركا وأوروبا
أثار نائب الرئيس الأميركي جيه. دي. فانس جدلاً واسعاً بين قادة الدول الأوروبية، بعد طرحه مقترحين مثيرين للجدل حول تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، وسط مفاوضات معقّدة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، بحسب ما أفادت صحيفة "زيركالو نديلي" الأوكرانية نقلاً عن مصادرها.

و وفقاً لما أوردته الصحيفة، جاء المقترح الأول لفانس على غرار البند الخامس من معاهدة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث اقترح تقديم مساعدات عسكرية مباشرة لأوكرانيا، لا تقتصر على تزويدها بالأسلحة فقط، بل تشمل أيضاً نشر قوات عسكرية أميركية في حال تعرضت كييف لهجوم جديد.
هذا الاقتراح، تقول المصادر، أدى إلى انخفاض واضح في معنويات القادة الأوروبيين الحاضرين، الذين لم يكونوا مستعدين للانخراط بهذا المستوى من الالتزام العسكري.

أما المقترح الثاني، فكان يقضي بـ تعزيز قدرات الجيش الأوكراني ليصل قوامه إلى ما بين 350 و400 ألف جندي، دون أن تلتزم الولايات المتحدة بتمويل هذا المشروع.
وبدلاً من ذلك، ستستمر واشنطن في بيع الأسلحة إلى الدول الأوروبية، التي ستقوم بنقلها إلى أوكرانيا.
لكن هذا السيناريو قوبل أيضاً باستياء أوروبي واسع بسبب ارتفاع التكلفة المترتبة عليه.

وفي مقابلة مع شبكة Fox News مساء الأربعاء، أكد فانس أن الضمانات الأمنية لأوكرانيا تمثل أحد المحاور الرئيسية في المفاوضات الجارية لإنهاء الحرب، إلى جانب مسألة الأراضي التي تسعى روسيا للسيطرة عليها، بما في ذلك أراضٍ لا تزال خارج سيطرتها حتى الآن.

وقال فانس : "هناك بالفعل سؤالان كبيران ما زالا مطروحين : كيف نضمن عدم غزو أوكرانيا مرة أخرى ؟ وماذا عن المناطق التي تريد روسيا السيطرة عليها ؟"، مضيفاً أن المفاوضات تبدو بسيطة في الظاهر، لكنها معقدة للغاية في الجوهر.

يُذكر أن روسيا تسيطر حالياً على نحو خُمس الأراضي الأوكرانية، وتطالب بضم كامل إقليم دونباس، على الرغم من أنها لم تنجح بعد في إخراج القوات الأوكرانية منه بالكامل.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد ألمح في أكثر من مناسبة إلى أن أي اتفاق سلام محتمل قد يتضمن تبادلاً للأراضي بين موسكو وكييف، وهو الأمر الذي ترفضه أوكرانيا بشدة، مؤكدة تمسكها بسيادتها ووحدة أراضيها.

وفي سياق متصل، كشف فانس خلال المقابلة أنه تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الهاتف عدة مرات، واصفاً إياه بأنه "أكثر هدوءاً مما يصوره الإعلام الأميركي" ، وقال : "بوتين شديد الحذر والتروي، على عكس ما يُشاع عنه".

من جهته، يواصل ترامب الدفع باتجاه التوصل إلى تسوية، إذ عقد الأسبوع الماضي قمة في ألاسكا مع بوتين، تلاها اجتماع في البيت الأبيض جمعه بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين، في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

ويرى فانس أن عقد اجتماع مباشر بين الرئيسين الروسي والأوكراني قد يكون خطوة مهمة نحو التوصل إلى اتفاق، قائلاً : "هذا هو جوهر التفاوض _ الأوكرانيون يريدون ضمانات أمنية، والروس يريدون السيطرة على أراضٍ بعينها".

مشاركة الخبر