ارتفاع أسعار النفط مع مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد تهديدات ترامب للهند

شهدت أسعار النفط ارتفاعاً في تعاملات اليوم الأربعاء 6 آب، متعافيةً من أدنى مستوياتها في خمسة أسابيع الذي سجلته أمس، وذلك وسط مخاوف السوق من احتمال حدوث اضطرابات في تدفق الإمدادات، بعد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الهند بسبب استمرارها في شراء النفط الروسي.
وبحسب البيانات، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.6% إلى 68.06 دولاراً للبرميل، بينما زادت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنفس النسبة إلى 65.57 دولاراً للبرميل. وجاء هذا الصعود بعد تراجع الخامين بأكثر من دولار عند تسوية تعاملات أمس الثلاثاء، ليبلغا أدنى مستوياتهما في خمسة أسابيع، وسط مخاوف من فائض محتمل في المعروض النفطي مع زيادة إنتاج تحالف أوبك+ المخطط لها في أيلول المقبل.
وفي هذا الصدد، علّق يوكي تاكاشيما، الخبير الاقتصادي لدى "نومورا" للأوراق المالية، قائلاً لـ "رويترز": "يقيم المستثمرون حالياً ما إذا كانت الهند ستُقلّص وارداتها من النفط الروسي رداً على تهديدات ترامب، وهو ما قد يؤدي إلى تقليص المعروض، إلا أنّه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ذلك سيحدث بالفعل."
وأضاف تاكاشيما: "إذا ظلت واردات الهند من الخام الروسي عند مستوياتها الحالية، فمن المرجّح أن يبقى خام غرب تكساس الوسيط ضمن نطاق يتراوح بين 60 و70 دولاراً لبقية الشهر."
يُذكر أن تحالف أوبك+ _الذي يضم منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاءها_ كان قد وافق الأحد الماضي على زيادة إنتاجه بمقدار 547 ألف برميل يومياً بدءاً من أيلول، منهياً بذلك سياسة التخفيضات السابقة قبل الموعد المخطط له. ويُنتج التحالف نحو نصف الإمدادات العالمية من النفط، بعد سنوات من خفض الإنتاج لدعم الأسعار، قبل أن يبدأ هذا العام بزيادات سريعة لاستعادة حصته السوقية.
وفي سياق متصل، حذّر ترامب من فرض رسوم جمركية أعلى على السلع الهندية إذا لم تتوقف عن شراء النفط الروسي، في خطوة تهدف _بحسب تصريحاته_ إلى زيادة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا. من جانبها، رفضت الحكومة الهندية هذه التهديدات ووصفتها بأنها "غير مبررة"، مؤكدةً عزمها على حماية مصالحها الاقتصادية.
كما أشار تاكاشيما إلى تراجع مخزونات النفط الأمريكية كعامل داعم للأسعار، حيث أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي انخفاضاً مفاجئاً بمقدار 4.2 مليون برميل الأسبوع الماضي، مقارنةً بتوقعات "رويترز" التي كانت تتوقع انخفاضاً بـ 600 ألف برميل فقط. ومن المتوقع أن تُصدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقريرها الرسمي حول المخزونات لاحقاً اليوم.
يُشار إلى أن أيّ تقليص للواردات الهندية من النفط الروسي قد يدفع مصافي التكرير الهندية للبحث عن بدائل، بينما قد يعاد توجيه النفط الروسي إلى مشترين آخرين، مما قد يؤثر على توازن السوق العالمي.