أسعار النفط تواجه أكبر خسائر أسبوعية منذ أشهر بفعل التوترات التجارية

شهدت أسواق النفط تراجعاً ملحوظاً خلال تعاملات يوم الجمعة 8 آب، في طريقها لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ أواخر الشهر قبل الماضي، وسط مخاوف من تبعات التعرفات الجمركية الأمريكية التي بدأ تطبيقها الخميس على الاقتصاد العالمي.
أظهرت البيانات انخفاض العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.87% (58 سنتاً) إلى 66.40 دولار للبرميل، مما يضعها على مسار خسارة أسبوعية تتجاوز 4%. كما تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي بنسبة 1% (66 سنتاً) إلى 63.82 دولار للبرميل، متجهة لخسارة أسبوعية تزيد عن 5%.
ويعزو المحللون هذا التراجع إلى عدة عوامل، يأتي في مقدمتها دخول التعرفات الجمركية الأمريكية الجديدة حيز التنفيذ، والتي أثارت مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي. وأشارت مذكرة صادرة عن محللي "إيه.إن.زد" إلى أن "التعرفات الجمركية تسببت في مخاوف من ضعف النشاط الاقتصادي، مما قد ينعكس سلباً على الطلب على النفط الخام."
كما أسهم قرار تحالف "أوبك+" بإنهاء الجزء الأكبر من تخفيضات الإنتاج بدءاً من الشهر المقبل، قبل الموعد المقرر بأشهر، في زيادة الضغوط على الأسعار.
في سياق متصل، أعلن الكرملين عن ترتيبات لعقد لقاء قريب بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، مما عزز التوقعات بإمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع في أوكرانيا، وهو ما قد يزيد المعروض النفطي عالمياً.
ساعدت التعرفات الجمركية الإضافية التي فرضتها الولايات المتحدة على الهند بسبب وارداتها من النفط الروسي في كبح جماح الانخفاض إلى حد ما. إلا أن محللي "ستون إكس" استبعدوا أن يؤثر هذا الإجراء بشكل ملموس على تدفق النفط الروسي إلى الأسواق العالمية.
جاءت هذه التطورات بالتزامن مع تهديدات الرئيس الأمريكي للصين بفرض رسوم جمركية مماثلة لتلك المفروضة على الهند، وذلك على خلفية مشترياتها من النفط الروسي، مما يضيف مزيداً من الغموض على المشهد التجاري العالمي.
يذكر أن العقود الآجلة للخام الأمريكي أغلقت الخميس تراجعاً للسادسة على التوالي، وإذا استمر هذا الاتجاه في جلسة الجمعة، فستكون هذه أطول سلسلة هبوط متتالية منذ آب 2021، مما يعكس حدة الضغوط التي تواجهها الأسواق حالياً.