كشف المدير العام للمؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي محمد العجمي أن خط القطار الممتد من الحدود الأردنية إلى محطة القدم في دمشق لا يزال غير جاهز للعمل في الوقت الحالي، بسبب عقبات فنية وإدارية تراكمت على مدى سنوات.
وأوضح أن المؤسسة تعرضت لسنوات من الفساد والإهمال، حيث لم تعمل عربات الخط منذ عام 2004 رغم صرف مبالغ طائلة على صيانتها، كانت في معظمها أعمالًا وهمية لم تنفذ على أرض الواقع.
وأضاف أن آخر رحلة للقطار جرت في عام 2010، قبل أن يتوقف الخط نتيجة تعرض الجسور للقصف والتفجيرات، وتوقف الجانب الأردني عن تسيير القطارات نحو سوريا في نفس العام.
وأشار إلى أنه منذ ذلك الوقت لم تُجر أي صيانة حقيقية، رغم وجود موازنات مرصودة بمبالغ ضخمة لم تُنفذ، ما أدى إلى تدهور البنية التحتية للخط، خاصة مع فقدان أجزاء من عناصر التثبيت الأساسية للسكة.
وبين العجمي أن الأضرار طالت نحو 40 كيلومترًا من أصل 132 كيلومترًا هي طول السكة بين دمشق والحدود الأردنية، وأن هناك صعوبات كبيرة في تأمين المواد والقطع الخاصة بهذا النوع من السكك، نظرًا لطبيعتها الفنية وقدمها.
ولفت إلى أن المؤسسة تعمل حاليًا على إعداد خطة عمل لإطلاق ورشات صيانة تبدأ من دمشق، تليها أعمال صيانة المحطات تباعًا، إذ سيتم أولًا العمل على المسارات، ثم المحطات.
وبيّن أن الخط حاليًا مخصص فقط لنقل البضائع، وأن موعد الانتهاء من الصيانة والتشغيل مرهون بتوافر الظروف الأمنية والفنية والمالية المناسبة، وفي حال توفرت هذه الشروط، يمكن تجهيز الخط من الحدود الأردنية إلى محطة القدم خلال عام ونصف.
ومع ذلك، لن تتمكن المؤسسة من تسيير قطارات سورية على الخط في الوقت القريب، بل سيكون متاحًا فقط للقطارات الأردنية، أو من خلال استئجار أو شراء قاطرات لاحقًا، دون وجود تقدير دقيق للكلفة حاليًا لأن التقييم مرتبط بانتهاء أعمال الصيانة.
وأشار العجمي إلى أن تطوير الخط غير ممكن حاليًا لأن السكة ضيقة، ولن يكون بالإمكان تحديثها ما لم يتم تطوير السكة في الأردن أيضًا، حيث إن المواصفات بين البلدين متطابقة، وأي مشروع للتحديث يجب أن يكون شاملًا ومتوافقًا بين الدول العربية التي يمر بها الخط الحجازي.
وبخصوص تشغيل الخط إلى الزبداني، أوضح أن ذلك غير ممكن بسبب مشكلات في الأنفاق داخل دمشق، بالإضافة إلى غياب الجدوى الاقتصادية، وإن كانت هناك إمكانية لاستخدام الخط لاحقًا لأغراض سياحية في حال تم إصلاحه.
وفيما يتعلق بمشروع قطار الضواحي، نفى وجود أي عروض حالية، سواء من جهات داخلية أو خارجية، لتنفيذه، رغم أهميته الكبيرة، مؤكدًا أن المؤسسة تدعم هذا المشروع لما له من دور في تقليص زمن التنقل في حال اعتمد على استراتيجية حديثة.