في خطوة فارقة ، تم تعيين رائد الصالح وزيرًا للطوارئ والكوارث والبيئة في الحكومة السورية الانتقالية لعام 2025 .
الصالح، الذي وُلد في 1 مارس 1984 في مدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب، يُعد من أبرز الشخصيات الإنسانية في العالم، حيث قاد منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) في واحدة من أكثر البيئات تحديًا وصعوبة في تاريخ العمل الإنساني .
من التجارة إلى العمل الإنساني : بداية ملهمة
قبل أن يصبح أحد الأسماء اللامعة في مجال الإنقاذ، كان رائد الصالح يمارس التجارة في قطاع الألبسة والأدوات الكهربائية ، لكن مع تصاعد الأزمة السورية، بدأ يتجه إلى العمل الإنساني على الحدود السورية التركية .
وفي يونيو 2013، أسس الصالح منظمة الدفاع المدني السوري، المعروفة بـ " الخوذ البيضاء " ، التي قدمت وما زالت تقدم خدمات إنقاذ وإنعاش للمناطق المتضررة من النزاع .
تأسيس "الخوذ البيضاء" : رائد الصالح يغيّر وجه العمل الإنساني
تحت قيادته ، أنشأ "الخوذ البيضاء" فرقًا متخصصة في البحث والإنقاذ ، ليصبحوا الأمل الوحيد للكثير من السوريين الذين يعانون من أهوال الحروب .
بداية من تدريب الكوادر في اسطنبول عام 2013، مرورًا بإطلاق المؤتمر التأسيسي للمنظمة في أكتوبر 2014 ، أثبتت "الخوذ البيضاء" جدارتها في كل محفل دولي، فكانت الجائزة الأولى لهم في عام 2017 عندما تم اختيار رائد الصالح ضمن قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم من قبل مجلة "تايم" .
جوائز وتكريمات محلية ودولية : الصالح والإنجازات المدهشة
رائد الصالح لم يكن فقط قائدًا عسكريًا وإنسانيًا، بل حصل على العديد من الجوائز العالمية التي تثني على شجاعته ، منها "جائزة Interaction" للقيادة والشجاعة من التحالف الدولي للمنظمات الإنسانية ، كما حازت منظمة "الخوذ البيضاء" أكثر من 30 جائزة دولية .
وتحت قيادته، ترشحت المنظمة لجائزة نوبل للسلام لثلاث سنوات متتالية (2016 ، 2017 ، 2018) ، مما عزز مكانته كأحد أبرز القادة في العالم في مجال العمل الإنساني .
من "الخوذ البيضاء" إلى وزارة الطوارئ والكوارث
في مارس 2025 ، تم تعيين رائد الصالح وزير الطوارئ والكوارث والبيئة في الحكومة السورية ، ليواصل مسيرته في خدمة بلده وتطوير قدرات الاستجابة لحالات الطوارئ والكوارث .
بهذا المنصب، سيعمل على تطوير سياسات جديدة لمواجهة التحديات المستقبلية في مواجهة الكوارث الطبيعية والإنسانية، مستفيدًا من خبرته الواسعة في إدارة الأزمات .
رؤية المستقبل : تعزيز الاستجابة والتخطيط للبيئة
من خلال خلفيته العميقة في التعامل مع الكوارث وحالات الطوارئ، يتوقع أن يسهم رائد الصالح في تعزيز قدرات الوزارة الجديدة، عبر تطوير استراتيجيات فعّالة للتعامل مع الكوارث البيئية والطوارئ .
ولعل أحد أبرز أهدافه هو ضمان تحسين استجابة الحكومة السورية للأزمات المستقبلية ، بما يساهم في تعزيز قدرة المجتمع السوري على الصمود في وجه التحديات المستمرة .
رائد الصالح هو أكثر من مجرد اسم بارز في مجال العمل الإنساني ؛ إنه رمز للقيادة، الشجاعة، والقدرة على تحويل المأساة إلى أمل .
ومن خلال تجربته الغنية وإنجازاته المدهشة، سيساهم بلا شك في إعادة بناء سوريا وتطوير قدراتها في مجال الطوارئ والكوارث .