في جريمة صادمة هزّت الرأي العام المصري، كشفت وزارة الداخلية يوم أمس الأحد 24 أغسطس ، تفاصيل الكارثة الإنسانية التي شهدتها محافظة المنيا جنوب مصر، بعدما لقي أب وأطفاله الستة مصرعهم في ظروف غامضة، قبل أن تتكشف خلفيات مأساوية تقشعر لها الأبدان.
وبحسب بيان رسمي صادر عن وزارة الداخلية المصرية، فقد أظهرت التحريات المكثفة أن زوجة الأب الثانية كانت وراء الحادث المروّع، حيث أقدمت على تسميم وجبة الطعام التي حضرتها للأسرة، مستخدمة مادة سامة وضعتها في "الخبز الشمسي" ، وهو نوع من الخبز الشعبي الشهير في صعيد مصر.
و وفقاً لما صرّح به علي محمد عم الأطفال الضحايا ، فإن آخر لقاء جمع الأسرة كان على مائدة العشاء، حيث تناول الجميع الخبز الشمسي، ولم تمر ساعات حتى بدأ كابوس السمّ يتسلل إلى أجساد الأطفال.
* أعراض قاتلة و وداع مؤلم
وأضاف العم المكلوم أن الطفل الأول بدأ يشعر بـ غثيان حاد وارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة، فنُقل إلى المستشفى على الفور، لكن سرعان ما لحق به الطفل الثاني بنفس الأعراض، تلاه الثالث، ثم توالت المأساة بسرعة رهيبة، حيث فارق الأطفال الثلاثة الحياة تباعاً.
ولم يتوقف المشهد التراجيدي عند هذا الحد، إذ انضم إليهم الطفل الرابع، بينما كانت الطفلة الخامسة "رحمة" في حالة مستقرة نسبياً، لكنها ما لبثت أن لاقت نفس المصير خلال ساعات قليلة.
أما الطفلة السادسة، فكانت تجري بعض الفحوص الطبية داخل المستشفى عندما لحقتها الأعراض القاتلة، لتُعلن وفاتها لاحقاً هي الأخرى.
* دافع الانتقام
وأظهرت تحقيقات وزارة الداخلية أن الدافع وراء الجريمة البشعة كان الغيرة والانتقام، إذ أقدمت زوجة الأب على تنفيذ جريمتها بعد أن قام زوجها برد طليقته _الزوجة الأولى_ إلى عصمته، ما أثار غضبها واعتقادها أنه ينوي الطلاق منها، لتقرر الانتقام بأبشع الطرق.
* نفي رسمي للإشاعات
وبالتزامن مع الحادث، انتشرت شائعات واسعة زعمت أن الأطفال الستة توفوا نتيجة إصابتهم بالالتهاب السحائي، مما أثار ذعراً واسعاً في الشارع المصري، و دفع وزارة الصحة إلى إصدار بيان رسمي تنفي فيه تلك المزاعم.
وأكدت الوزارة أن التحاليل المعملية الدقيقة لعينات الدم والبول والسائل النخاعي أثبتت خلو الأطفال من أية أمراض معدية، بما فيها الالتهاب السحائي الفيروسي أو البكتيري.
كما أظهرت تحاليل عينات المياه من منزل الأسرة أنها مطابقة للمواصفات الصحية، مما يعزز فرضية التسميم المتعمد كسبب رئيسي للوفاة.
* جريمة أدمت القلوب
هذه الحادثة المؤلمة، التي راح ضحيتها أب وستة أطفال بريئين، لا تزال تتصدر اهتمامات الشارع المصري، وسط مطالبات واسعة بتوقيع أقصى العقوبات على الجانية، التي لم تكتفِ بإطفاء ضوء حياة الأب، بل امتدت يدها لقتل أطفال لا ذنب لهم سوى أنهم أبناء زوجها.