ارتفاع أسعار النفط بدعم من قرار "أوبك+" المتوافق مع التوقعات

شهدت أسواق النفط العالمية موجة صعودية في تعاملات يوم الاثنين 2 حزيران، حيث قفزت الأسعار بأكثر من دولار للبرميل، مدعومة بقرار تحالف "أوبك+" الإبقاء على وتيرة زيادة الإنتاج كما هي خلال شهر تموز، في خطوة تواكب توقعات المحللين.
وسجل خام برنت ارتفاعاً بنسبة 1.9% ليصل إلى 63.97 دولار للبرميل، بعد أن كان قد أغلق منخفضاً في جلسة الجمعة بنسبة 0.9%.
كما قفز خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 2.8% مسجلاً 62.54 دولار للبرميل، بعد تراجع طفيف بنسبة 0.3% في الجلسة السابقة. ورغم هذا الصعود، فقد أنهى النفطان الأسبوع الماضي على تراجع تجاوز 1%.
وجاءت هذه الزيادة في الأسعار بعد يومين فقط من إعلان منظمة "أوبك" وحلفائها زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً خلال تموز، في ثالث زيادة شهرية متتالية، ضمن جهود المجموعة لاستعادة توازن السوق وضبط الإنتاج الزائد من بعض الأعضاء.
وأوضح هاري تشيلينجيريان، المحلل في "أونيكس كابيتال جروب"، أن الأسواق كانت ستشهد رد فعل سلبياً لو قررت "أوبك+" زيادة الإنتاج بشكل مفاجئ وبمعدل أكبر، قائلاً: "لو قررت المجموعة رفع الإنتاج بشكل مفاجئ وبمقدار أكبر، لكانت أسعار الافتتاح سلبية للغاية."
من جانبهم، رأى متداولو النفط أن قرار زيادة الإنتاج بـ 411 ألف برميل يومياً كان متوقعاً بالفعل، وهو ما يفسر التراجع الذي شهدته الأسواق الأسبوع الماضي. وفي الوقت نفسه، أثار بعض المحللين مخاوفهم من تراجع المخزونات الأمريكية للوقود في ظل اقتراب موسم أعاصير يُتوقع أن يكون أكثر نشاطًا من المعتاد.
وفي إشارة إلى تعافي الطلب، لفت محللو بنك "إيه إن زد" إلى قفزة كبيرة في استهلاك البنزين مع بدء موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة، حيث قالوا في مذكرة: "العنصر الأكثر إيجابية تمثّل في القفزة الكبيرة في الطلب على البنزين تزامناً مع انطلاق موسم القيادة في الولايات المتحدة." مشيرين إلى أن الزيادة الأسبوعية التي بلغت نحو مليون برميل يومياً كانت من بين أعلى المستويات المسجلة خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وفي سياق متصل، لا يزال المتعاملون في السوق يراقبون عن كثب تأثير تقلبات الأسعار على الإنتاج الأمريكي من الخام، الذي بلغ ذروته التاريخية في مارس الماضي عند 13.49 مليون برميل يومياً، في ظل مؤشرات على تباطؤ النشاط الحفري مع انخفاض الأسعار.