أسعار النفط تواصل التراجع بفعل قرار "أوبك+" وعدم اليقين الجمركي الأمريكي

شهدت أسواق النفط العالمية تراجعاً ملحوظاً في الأسعار يوم الإثنين 7 تموز، نتيجة لقرار تحالف "أوبك+" المفاجئ بزيادة الإنتاج بمعدلات تفوق التوقعات، إلى جانب استمرار حالة الضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية الأمريكية وتأثيراتها المحتملة على الاقتصاد العالمي.
وانعكس القرار الذي اتخذه التحالف يوم السبت بزيادة الإنتاج بمقدار 548 ألف برميل يومياً خلال آب، على أسعار الخام، حيث تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.4% إلى 67.99 دولاراً للبرميل، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 1.13% مسجلاً 66.24 دولاراً للبرميل.
ويأتي هذا القرار بعد سلسلة من الزيادات المتدرجة التي أقرتها المجموعة خلال الأشهر الماضية، حيث بلغت الزيادة في مايو 411 ألف برميل يومياً، بينما اقتصرت على 138 ألف برميل يومياً في نيسان.
من جهته، علق تيم إيفانز من شركة إيفانز إنرجي على القرار بالقول إن "زيادة الإنتاج تمثّل تحركاً أكثر شراسة في المنافسة على الحصص السوقية، وتتضمن قبولاً ضمنياً بانخفاض الأسعار والعائدات"، وفقاً لما نقلته "رويترز".
وفي تحليل أوسع، أشارت هيليما كروفت وفريقها في آر بي سي كابيتال إلى أن هذه الخطوة تعيد إلى السوق ما يقارب 80% من التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً التي كانت قد التزمت بها ثمانية دول أعضاء في أوبك، مع الإشارة إلى أن الزيادة الفعلية في الإمدادات لا تزال دون المستوى المخطط له، مع تركّز معظمها في السعودية.
وفي تطور متصل، توقّع محللو غولدمان ساكس أن تعلن أوبك+ عن زيادة إضافية في الإنتاج تصل إلى 550 ألف برميل يومياً لشهر أيلول، وذلك خلال اجتماعها المقرر في الثالث من آب.
وفي سياق آخر، تواجه أسواق النفط ضغوطاً إضافية جراء حالة عدم اليقين المستمرة حول السياسات الجمركية الأمريكية، حيث ألمح مسؤولون في واشنطن إلى احتمال تأجيل فرض الرسوم دون تقديم تفاصيل واضحة. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن الأحد عن عزم بلاده الانتهاء من عدد من الاتفاقيات التجارية خلال الأيام المقبلة، مع إخطار الدول المعنية بمعدلات الرسوم الجمركية الأعلى بحلول التاسع من تموز، على أن تدخل حيز التنفيذ في الأول من آب.
وفي هذا الصدد، قالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا: "لا تزال مخاوف الأسواق من رسوم ترامب تمثّل العنوان الأبرز للنصف الثاني من عام 2025، فيما يُعدّ ضعف الدولار الأمريكي مصدر الدعم الوحيد لأسعار النفط حالياً".