العثور على بن لادن: تفاصيل جديدة تكشفها وثائقي "مطاردة أميركية" على نتفليكس

بعد مرور 14 عاماً على العملية الأمريكية التي أسفرت عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، يكشف وثائقي جديد بعنوان "مطاردة أميركية.. أسامة بن لادن"، عرضته شبكة نتفليكس الشهر الماضي، تفاصيل غير معروفة سابقاً عن الملاحقة الاستخباراتية والعسكرية التي استمرت لعقد من الزمن.
من تفجير خوست إلى "أبو أحمد": محطات مفصلية في المطاردة
بدأت القصة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، حين كلفت الولايات المتحدة أجهزتها الاستخباراتية بمتابعة أي خيط يقود إلى بن لادن. وكانت المحطة الأبرز في عام 2009، عندما أبلغت السلطات الأردنية الاستخبارات الأمريكية عن إمكانية تجنيد الطبيب شاكيل البلوي (المعروف لاحقاً باسم "أبو دجانة الخرساني")، الذي كان موقوفاً لصلاته بتنظيم القاعدة.
لكن البلوي، الذي أُرسل إلى أفغانستان ليجمع معلومات عن بن لادن، اختفى لشهور قبل أن يظهر فجأة في قاعدة خوست، حيث فجر نفسه، مما أسفر عن مقتل 7 ضباط أمريكيين. وقد ظهرت لاحقاً تسجيلات له يهدد فيها الولايات المتحدة، مما جعل المسؤولين الأمريكيين يعتبرون القضية "مسألة شخصية"، وفقاً لتصريح أحدهم في الوثائقي.
الوصول إلى "أبو أحمد": الخيط الوحيد
بعد سنوات من البحث المضني، تمكنت الاستخبارات الأمريكية من تحديد كنية الساعي الذي كان ينقل تسجيلات بن لادن إلى إحدى القنوات العربية، وهو "أبو أحمد". ورغم أن القيادي في القاعدة خالد شيخ محمد (المعتقل في غوانتانامو) أكد أن أبا أحمد "تقاعد"، إلا أن مكالمة هاتفية في 2010 كشفت أنه "عاد إلى عمله السابق"، مما دفع وكالة CIA إلى تعقبه.
وباستخدام الأقمار الصناعية، رصدت الوكالة تحركاته المتكررة إلى مجمع كبير في آبوت آباد الباكستانية، المحاط بجدران عالية. لاحظ المحققون وجود 3 عائلات في المجمع، إحداها لم تتحرك مطلقاً، بالإضافة إلى رجل يسير يومياً في الحديقة بطريقة غريبة، أطلقوا عليه اسم "المتمشي".
التأكد من الهوية: من "المتمشي" إلى "جيرونيمو"
بتحليل ظل الرجل، قدّر المحققون طوله، الذي تطابق مع طول بن لادن. وللتأكد، استعانت الوكالة بالصحفي جون ميلر، الذي قابل بن لادن عام 1998، حيث تأكدوا من وجود عرجة خفيفة في مشيته تطابق مشية "المتمشي".
عندها بدأ التخطيط للعملية، التي أُطلق عليها اسم "رمح نبتون"، وقادها روبرت أونيل من وحدة "سيل 6" التابعة للبحرية الأمريكية. تم بناء مجمع مشابه في الولايات المتحدة للتدريب، بينما أُطلق على بن لادن اسم "جيرونيمو".
الاقتحام: 80 دقيقة غيرت التاريخ
في 2 أيار 2011، أقلعت مروحيات شبحية من جلال آباد الأفغانية متجهة إلى المجمع. تعرضت إحداها لعطل، مما اضطر القوات إلى تغيير الخطة. بعد اقتحام المبنى، قُتل أبو أحمد ونجل بن لادن خالد، قبل أن يواجه أونيل الزعيم نفسه ويطلق النار عليه.
جمعت القوات وثائق وصوراً من الموقع، ثم انسحبت تحت تهديد الطائرات الباكستانية. وقال أونيل: "كانت المرة الأولى التي أسعد فيها لسماع عبارة +أهلا بكم في أفغانستان+".