قيود أميركية جديدة : واشنطن تمنع كييف من قصف روسيا
24 أغسطس 2025198 مشاهدةوقت القراءة: 3 دقيقة

حجم الخط
16
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال يوم أمس السبت، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن وزارة الدفاع الأميركية ( البنتاغون ) فرضت سراً قيوداً على استخدام أوكرانيا لصواريخ "أتاكمز" بعيدة المدى الأميركية، مانعة كييف من توجيه ضربات إلى أهداف داخل الأراضي الروسية، في خطوة تحدّ بشكل مباشر من قدرة القوات الأوكرانية على توسيع نطاق عملياتها العسكرية ضد روسيا.
وبحسب الصحيفة، فإن هذه السياسة المعتمدة منذ أواخر الربيع الماضي، تنصّ على ضرورة حصول أوكرانيا على موافقة رفيعة المستوى داخل وزارة الدفاع الأميركية قبل استخدام هذا النوع من الأسلحة، التي يتجاوز مداها 300 كيلومتر.
وتم تطوير "آلية مراجعة" خاصة لهذا الغرض من قبل وكيل وزارة الدفاع الأميركية للسياسات، إلبريدج كولبي، وتمنح هذه الآلية لوزير الدفاع بيت هيغسيث صلاحية القرار النهائي بشأن أي استخدام محتمل لهذه الصواريخ.
وتُعد هذه السياسة تراجعاً عملياً عن قرار سابق اتخذه الرئيس الأميركي السابق جو بايدن في عامه الأخير بالبيت الأبيض، والذي كان قد منح أوكرانيا الضوء الأخضر لاستخدام "أتاكمز" ضد أهداف داخل روسيا، في إطار دعم واشنطن لمجهود كييف العسكري.
وأكد المسؤولون للصحيفة أن أوكرانيا، في مناسبة واحدة على الأقل، طلبت استخدام تلك الصواريخ لضرب هدف داخل روسيا، إلا أن الولايات المتحدة رفضت الطلب، ما أسفر عن تقليص فعالية كييف في الرد على الهجمات الروسية.
وتأتي هذه القيود في وقت تحاول فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فتح باب الحوار مع موسكو، وسط تعثر فرص عقد قمة سلام حقيقية.
وصرّحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، بأن "الرئيس ترامب كان واضحاً تماماً بشأن ضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا. الوضع العسكري بين روسيا وأوكرانيا لم يشهد أي تغيير كبير مؤخراً".
وأضافت أن وزير الدفاع هيغسيث يعمل "بتناغم تام مع الرئيس ترامب".
في سياق متصل، نقلت شبكة "إن بي سي نيوز" عن مصدر في البيت الأبيض أن ترامب أوضح للحكومة الأوكرانية ضرورة قبول هدنة تُبرم إلى حد كبير وفقاً لشروط روسيا.
ولفت المصدر إلى منشور للرئيس الأميركي على منصة "تروث سوشيال" في 21 أغسطس، قال فيه إن أوكرانيا، طالما بقيت في موقع دفاعي بحت، فلن تكون قادرة على تحقيق النصر، معتبراً ذلك "إشارة واضحة" إلى ضرورة قبول كييف باتفاق سلام تفرضه موسكو.
في المقابل، كشف نائب وزير خارجية أوكرانيا سيرغي كيسليتسا، أن "مشروع الضمانات الأمنية" المقدم لبلاده قد يكون جاهزاً خلال الأسبوع المقبل، موضحاً أن البدء في "المسار السياسي" لن يتم إلا بعد اعتماد هذه الضمانات.
وأشار إلى وجود تعقيدات في صياغة المسودة النهائية، ما يثير الشكوك حول سرعة تقدم العملية السياسية.
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار التصعيد العسكري بين روسيا وأوكرانيا، وتزايد الضغوط الدولية على الطرفين للدخول في مفاوضات جادة، في وقت تتضاءل فيه الآمال في عقد قمة سلام شاملة تنهي الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.