انطلاق "أسطول الصمود العالمي" من برشلونة لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة

انطلق من ميناء برشلونة الكتلوني، اليوم الأحد 31 آب، أسطول يحمل مساعدات إنسانية وناشطين في محاولة "لكسر الحصار غير القانوني" الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، وفقاً لمنظمي المبادرة.
وتأتي هذه الخطوة تحت مظلة مبادرة أُطلق عليها اسم "أسطول الصمود العالمي"، والتي وصفت نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها منظمة "مستقلة" و"غير تابعة لأي حكومة أو حزب سياسي". ويهدف الأسطول إلى "فتح ممر إنساني ووضع حد للإبادة الجماعية المستمرة للشعب الفلسطيني"، بحسب المنظمين.
ومن المقرر أن تنضم إلى الأسطول "عشرات السفن الإضافية" التي ستنطلق من تونس ودول أخرى مطلة على البحر المتوسط في الرابع من أيلول القادم، إلى جانب تنظيم تظاهرات و"نشاطات متزامنة" في 44 دولة، كما أفادت الناشطة السويدية غريتا تونبرغ، العضو في اللجنة التوجيهية للأسطول، عبر "إنستغرام".
وفي هذا الصدد، قالت تونبرغ في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" يوم السبت: "ستسعى السفن في هذا الأسطول الجديد المتجه إلى القطاع الفلسطيني للوصول إلى غزة وتسليم المساعدات الإنسانية والإعلان عن فتح ممر إنساني ثم جلب مزيد من المساعدات، وبالتالي كسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني وغير الإنساني على غزة بشكل نهائي."
ويشارك في المبادرة ناشطون من بلدان عديدة، إلى جانب نواب أوروبيين وشخصيات عامة من بينهم رئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو. ولم يحدد المنظمون العدد النهائي للسفن أو التوقيت الدقيق لانطلاقها.
بدوره، وصف الناشط البرازيلي تياغو أفيلا المهمة بأنها "ستكون أكبر مهمة تضامنية في التاريخ"، مشيراً في تصريح للصحافيين في برشلونة الأسبوع الماضي إلى أن "عدد الأشخاص والسفن المشاركة سيفوق كل المحاولات السابقة للوصول إلى غزة".
من جانبها، أكدت النائبة اليسارية البرتغالية ماريانا مورتاغوا، إحدى المشاركات في الأسطول، على الشرعية الدولية للمهمة قائلة: "إنها مهمة قانونية بموجب القانون الدولي".
وعلى الصعيد الدبلوماسي، صرح وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس يوم السبت بأن حكومة بلاده "ستستخدم كل إمكاناتها الدبلوماسية والقنصلية لحماية مواطنينا" على متن الأسطول.
تأتي مبادرة الأسطول بعد فشل محاولة مماثلة لتوصيل المساعدات إلى غزة شاركت فيها تونبرغ أيضاً. ففي 9 حزيران الماضي، اعترضت القوات الإسرائيلية سفينة "مادلين" الشراعية التي كانت تقل 12 ناشطاً من عدة دول على بُعد نحو 185 كيلومتراً غرب ساحل غزة.
يذكر أن هذه الخطوة تتزامن مع تزايد الاتهامات الموجهة لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين على الساحة الدولية، بما في ذلك أمام المحكمة الجنائية الدولية وداخل أروقة الأمم المتحدة. وفي آب الجاري، أعلنت الأمم المتحدة رسمياً حالة المجاعة في قطاع غزة.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم شنته حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول 2023، وأسفر عن مقتل 1219 شخصاً، وفق تعداد يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
ورداً على ذلك، أسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع عن مقتل 63,371 شخصاً على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة.