جوزيف عون يوجه رسالة حاسمة لإيران ويؤكد حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية
17 أغسطس 2025450 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة

حجم الخط
16
في تصريح جديد ، أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن رسالة لبنان واضحة وثابتة تجاه إيران : « عدم التدخل في الشؤون اللبنانية ».
وأوضح عون أنه نقل هذا الموقف الصارم لأمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، مشدداً على أن العلاقات بين البلدين يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وتأتي هذه التصريحات في ظل توتر متصاعد على الساحة اللبنانية، مع وصول الموفد الأميركي توم براك ونائبة المبعوث الخاص للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى بيروت، حيث من المتوقع أن يقدموا مبادرات جديدة ترتكز على خطة حصر السلاح بيد السلطة الشرعية اللبنانية، وسط خلافات حادة داخل البلاد.
وفي سياق متصل، أشعل أمين عام حزب اللّٰـه نعيم قاسم الأوضاع بتصريحاته التي اتهم فيها الحكومة اللبنانية بتسليم البلاد لإسرائيل عبر قرار تجريد حزبه من السلاح، محذراً من أن هذا القرار قد يؤدي إلى حرب أهلية، وهو ما قوبل برفض تام من رئيس الحكومة نواف سلام الذي وصف تلك التصريحات بـ "التهديد المبطّن".
ويقول محللون إن الحكومة اللبنانية، بقيادة عون وسلام، تبنت موقفاً أكثر حزمًا تجاه حزب اللّٰـه وطهران، وأبلغت علي لاريجاني رفضها القاطع لأي تدخل في شؤون لبنان الداخلية، خاصة بعد انتقادات إيران لقرار نزع سلاح الحزب.
ويُعد هذا الموقف اللبناني الصريح الأول من نوعه في تاريخ العلاقات بين لبنان وإيران، التي تعتبر الداعم الأكبر لحزب اللّٰـه مالياً وعسكرياً منذ عقود.
وقد أدرجت الحكومة اللبنانية قرارها التاريخي هذا ضمن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية في 27 نوفمبر، والذي أنهى الحرب بين حزب اللّٰـه وإسرائيل، ويؤكد القرار على حصر حمل السلاح بيد الأجهزة الأمنية والعسكرية الرسمية فقط.
وفي مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط، أكد رئيس الحكومة نواف سلام أن الاستقرار والأمن ضرورة أساسية لاستعادة لبنان، قائلاً : " لا استثمار ولا إعادة إعمار بدون أمن وأمان " ، مشيراً إلى أن تكلفة إعادة الإعمار تقدر بنحو 11 مليار دولار حسب البنك الدولي.
رغم اتفاق وقف إطلاق النار، تستمر إسرائيل بشن ضربات على مناطق لبنانية تستهدف منشآت وحواضن حزب اللّٰـه، مهددة بتوسيع عملياتها إذا لم تنجح السلطات اللبنانية في نزع سلاح الحزب.
وفي ظل هذه التوترات، دعا نعيم قاسم حزب اللّٰـه وحركة أمل إلى تأجيل التظاهرات لإفساح المجال للحوار والتعديلات السياسية، لكنه حذّر من أن الحزب مستعد لأي مواجهة إذا فرضت عليه.
المشهد اللبناني السياسي يبقى على حافة الهاوية، وسط محاولات دولية للتوسط وأجندات إقليمية معقدة، فيما الشعب اللبناني يترقب نتائج هذه المعركة السياسية المصيرية التي قد ترسم مستقبل لبنان الأمني والسياسي.