الأردن يرسم خطاً أحمر أمام التمدد الإسرائيلي في سوريا
20 أغسطس 2025263 مشاهدةوقت القراءة: 3 دقيقة

حجم الخط
16
صرح وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من قلب العاصمة الروسية: "الجنوب السوري خط دفاعنا الأول، ولن نسمح بإشعال الفوضى عند حدودنا". هذه الكلمات لم تكن مجرد تحذير عابر، بل كانت رسالة موجهة إلى إسرائيل وحلفائها بأن عمّان لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات تمزيق النسيج السوري.
جاءت تصريحات الصفدي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، بعد توقيع اتفاقية تاريخية لإلغاء التأشيرات بين البلدين. لكن ما كان الأكثر إثارة للاهتمام هو ذلك التحول الواضح في الخطاب الدبلوماسي الأردني، الذي انتقل من التحذير الخافت إلى الصراحة الواضحة في وصف "العبثية الإسرائيلية" في جنوب سوريا.
الوزير الأردني، بلهجة تبدو وكأنها تحمل سنوات من الإحباط المتراكم، حذّر من أن سياسات إسرائيل التوسعية "تسعى لإطالة أمد الصراع" ليس فقط في الأراضي الفلسطينية، بل أيضاً في لبنان وسوريا. كلماته هذه لم تكن مجرد انتقاد دبلوماسي معتاد، بل كانت إدانة واضحة لمشروع إقليمي تتبناه حكومة نتنياهو.
اللافت في الخطاب الأردني الجديد هو الربط الواضح بين الأمن القومي الأردني واستقرار الجنوب السوري. فعمّان التي عانت لسنوات من تبعات الحرب في سوريا، تدرك جيداً أن أي انهيار إضافي في المناطق الجنوبية السورية سيكون كفيلاً بزعزعة استقرارها هي الأخرى.
لكن الرسالة الأكثر أهمية كانت تحذير الصفدي من "التدخل الإسرائيلي في الشؤون الداخلية السورية". هذه العبارة تحديداً تشير إلى معلومات استخباراتية أردنية حول محاولات إسرائيلية لخلق بؤر توتر في محافظة السويداء، والتي تمثل بوابة الأردن الشمالية.
في الجانب الآخر، كان التوقيت معبراً جداً. فزيارة الصفدي إلى موسكو وتوقيع اتفاقية إلغاء التأشيرات مع روسيا، تظهر أن عمّان تبحث عن حلفاء جدد في مواجهة التحديات الإقليمية. الاتفاقية التي تسمح للمواطنين الروس بالسفر إلى الأردن بدون تأشيرة مسبقة، هي أكثر من مجرد تسهيلات سياحية، بل هي بوابة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية بين البلدين.
الرسالة الأردنية وصلت بوضوح عمّان ترفض أن تكون سوريا ساحة للصراعات الإقليمية، وهي مستعدة للتعاون مع جميع الأطراف، لحماية سيادة البلاد ووحدتها. هذا الموقف لم يعد خافياً على أحد، خاصة بعد الزيارة التاريخية للرئيس السوري أحمد الشرع إلى الأردن في يوليو الماضي.
في الخلفية، ثمة قلق أردني متزايد من أن المشروع الإسرائيلي التوسعي لم يعد يقتصر على الأراضي الفلسطينية، بل أصبح يطال دول الجوار. تحذيرات الصفدي من "مشروع تدميري تقوده الحكومة الإسرائيلية" لم تكن مبالغة، بل كانت تعبيراً عن قناعة راسخة في العاصمة الأردنية بأن إسرائيل تدفع المنطقة نحو الهاوية.
السيناريو الذي تخشاه عمّان هو تحول الجنوب السوري إلى ساحة جديدة للصراع، حيث تتصارع الميليشيات وتنشط الجماعات المسلحة تحت رعاية إقليمية. هذا الكابوس الأمني هو ما تحاول المملكة الهاشمية منعه بكل ما أوتيت من قوة.
اللعبة أصبحت معقدة، والأطراف المتعددة تجعل من سوريا رقعة شطرنج كبرى. لكن الأردن، برسالته الواضحة من موسكو، يؤكد أنه لن يكون مجرد متفرج، بل سيكون لاعباً فاعلاً في رسم مستقبل سوريا والمنطقة ككل.
جاءت تصريحات الصفدي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، بعد توقيع اتفاقية تاريخية لإلغاء التأشيرات بين البلدين. لكن ما كان الأكثر إثارة للاهتمام هو ذلك التحول الواضح في الخطاب الدبلوماسي الأردني، الذي انتقل من التحذير الخافت إلى الصراحة الواضحة في وصف "العبثية الإسرائيلية" في جنوب سوريا.
الوزير الأردني، بلهجة تبدو وكأنها تحمل سنوات من الإحباط المتراكم، حذّر من أن سياسات إسرائيل التوسعية "تسعى لإطالة أمد الصراع" ليس فقط في الأراضي الفلسطينية، بل أيضاً في لبنان وسوريا. كلماته هذه لم تكن مجرد انتقاد دبلوماسي معتاد، بل كانت إدانة واضحة لمشروع إقليمي تتبناه حكومة نتنياهو.
اللافت في الخطاب الأردني الجديد هو الربط الواضح بين الأمن القومي الأردني واستقرار الجنوب السوري. فعمّان التي عانت لسنوات من تبعات الحرب في سوريا، تدرك جيداً أن أي انهيار إضافي في المناطق الجنوبية السورية سيكون كفيلاً بزعزعة استقرارها هي الأخرى.
لكن الرسالة الأكثر أهمية كانت تحذير الصفدي من "التدخل الإسرائيلي في الشؤون الداخلية السورية". هذه العبارة تحديداً تشير إلى معلومات استخباراتية أردنية حول محاولات إسرائيلية لخلق بؤر توتر في محافظة السويداء، والتي تمثل بوابة الأردن الشمالية.
في الجانب الآخر، كان التوقيت معبراً جداً. فزيارة الصفدي إلى موسكو وتوقيع اتفاقية إلغاء التأشيرات مع روسيا، تظهر أن عمّان تبحث عن حلفاء جدد في مواجهة التحديات الإقليمية. الاتفاقية التي تسمح للمواطنين الروس بالسفر إلى الأردن بدون تأشيرة مسبقة، هي أكثر من مجرد تسهيلات سياحية، بل هي بوابة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية بين البلدين.
الرسالة الأردنية وصلت بوضوح عمّان ترفض أن تكون سوريا ساحة للصراعات الإقليمية، وهي مستعدة للتعاون مع جميع الأطراف، لحماية سيادة البلاد ووحدتها. هذا الموقف لم يعد خافياً على أحد، خاصة بعد الزيارة التاريخية للرئيس السوري أحمد الشرع إلى الأردن في يوليو الماضي.
في الخلفية، ثمة قلق أردني متزايد من أن المشروع الإسرائيلي التوسعي لم يعد يقتصر على الأراضي الفلسطينية، بل أصبح يطال دول الجوار. تحذيرات الصفدي من "مشروع تدميري تقوده الحكومة الإسرائيلية" لم تكن مبالغة، بل كانت تعبيراً عن قناعة راسخة في العاصمة الأردنية بأن إسرائيل تدفع المنطقة نحو الهاوية.
السيناريو الذي تخشاه عمّان هو تحول الجنوب السوري إلى ساحة جديدة للصراع، حيث تتصارع الميليشيات وتنشط الجماعات المسلحة تحت رعاية إقليمية. هذا الكابوس الأمني هو ما تحاول المملكة الهاشمية منعه بكل ما أوتيت من قوة.
اللعبة أصبحت معقدة، والأطراف المتعددة تجعل من سوريا رقعة شطرنج كبرى. لكن الأردن، برسالته الواضحة من موسكو، يؤكد أنه لن يكون مجرد متفرج، بل سيكون لاعباً فاعلاً في رسم مستقبل سوريا والمنطقة ككل.