التدخل الإسرائيلي يعمق أزمة محافظة السويداء فما السيناريوهات المحتملة

مع استمرار التوتر في محافظة السويداء، تُظهر الأزمة تعقيدات جديدة مع استمرار التدخل الإسرائيلي، رغم الجهود الدولية لاحتواء الموقف عبر اجتماع عمان الثلاثي (سوريا-الأردن-الولايات المتحدة) إسرائيل تتدخل بذريعة حماية الدروز الذين تربطهم صلات عائلية مع دروز الجليل المحتل لكن في الواقع هي تسعى إلى خلق منطقة عازلة على حدود الجولان المحتل. وذلك من خلال استغلال ملف الأقليات.
أما ردود الفعل الإقليمية والدولية فالولايات المتحدة تظهر تناقض واضح فهي تدعم وقف إطلاق النار عبر اجتماع عمان، لكنها تتجاهل التدخل الإسرائيلي. بالإضافة إلى الضغط على دمشق لقبول "ممر إنساني" بين السويداء وإسرائيل أما الموقف السوري بين الحل الأمني والمفاوضا فالحكومة السورية تريد إعادة نشر الجيش في السويداء. ووقف تهريب السلاح عبر الحدود الأردنية لكنها تواجه رفض وجهاء السويداء وتعقيد المفاوضات مع قسد .
الدور الأردني وسيط حذر فعمان تدعم استقرار سوريا لوقف تدفق المخدرات والسلاح إلى أراضيها لكنها تتجنب الاصطدام بإسرائيل .
إذا استمرت إسرائيل في دعم الانقسامات الطائفية، قد تتفجر مواجهات أوسع. بالإضافة إلى تعطيل إعادة الإعمار فالمستثمرون يترددون في ضوء عدم الاستقرار الأمني. وعلى حكومة دمشق إقناع وجهاء السويداء بالاندماج دون تنازلات تمس السيادة.
من السيناريوهات المحتملة مستقبلاً تصعيد عسكري محدود فإذا واصلت إسرائيل موقفها، قد تشن دمشق عمليات عسكرية انتقائية. وقد يتم تدخل روسي محتمل لضبط الموقف (خاصة بعد تعزيز وجودها في القامشلي).
ضغوط أمريكية لإجبار إسرائيل على التخفيف من تدخلها. ومفاوضات سرية بين دمشق ووجهاء معتدلين من السويداء. أما سيناريو الانفجار الشامل فيعتبر الأسوء لأن فشل الحلول السياسية يؤدي إلى حرب أهلية مصغرة في السويداء.
التدخل الإسرائيلي في السويداء جزء من إستراتيجية لإبقاء الجبهة الجنوبية مفتوحة. والتحدي الأكبر للحكومة السورية هو كسب ثقة السويداء دون التنازل عن السيادة، بينما على المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل لتراجع عن موقفها.