إسرائيل تصادق على خطة احتلال غزة وتستدعي 60 ألف جندي احتياط

20 أغسطس 202578 مشاهدةوقت القراءة: 3 دقيقة
إسرائيل تصادق على خطة احتلال غزة وتستدعي 60 ألف جندي احتياط
في تطور دراماتيكي ينذر بتصعيد واسع في قطاع غزة، صادق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على خطة عسكرية لاحتلال مدينة غزة، أكبر مراكز التجمع السكاني في القطاع، وسط أجواء من الترقب والقلق تسيطر على المنطقة.
و وفقاً لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الأربعاء 20 أغسطس / آب ، فقد صدرت أوامر باستدعاء نحو 60 ألفاً من جنود الاحتياط، في خطوة تشير إلى استعداد ميداني كبير قد يسبق تنفيذ العملية البرية.

* غضب داخل صفوف الجيش
يأتي هذا القرار في وقت تتزايد فيه مؤشرات السخط داخل صفوف الجيش الإسرائيلي، لا سيما بين جنود الاحتياط الذين تُوجّه إليهم أوامر العودة إلى الخدمة بعد أشهر طويلة من القتال.
فبعد أكثر من عام ونصف على اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 عقب الهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات وقواعد إسرائيلية، تراجع حماس الجنود، وبرزت أصوات ناقدة للقيادة السياسية والعسكرية على حد سواء.

و وفق دراسة أجراها باحثون في الجامعة العبرية شملت أكثر من 300 من الجنود في الخدمة حالياً ، عبّر 25.75% من جنود الاحتياط عن انخفاض حاد في دوافعهم مقارنة ببداية الحملة، بينما أشار 105 آخرون إلى انخفاض جزئي في حماسهم.
أما في ما يتعلق بالمشاعر العامة تجاه العملية العسكرية الجديدة، فقد أظهرت الدراسة أن 475 جندياً أعربوا عن مشاعر سلبية تجاه الحكومة وسياستها في إدارة الحرب والمفاوضات المتعلقة بالرهائن.

* فجوة بين القيادة والميدان
وفي مؤشر آخر على تراجع الزخم الشعبي والعسكري داخل إسرائيل، أفادت تقارير نشرتها وسائل إعلام عبرية، منها موقع "واي نت" ، بأن عدد جنود الاحتياط الذين لبوا نداء الخدمة في مارس الماضي كان أقل بنسبة 30% من العدد المطلوب من قِبل القادة العسكريين، ما يسلط الضوء على فجوة متنامية بين القيادة العسكرية والقاعدة الميدانية.

* وساطة دولية تنتظر الرد
وفي الوقت الذي تسابق فيه غزة الزمن بين احتمالات التهدئة أو الانزلاق نحو تصعيد أكبر، ينتظر الوسطاء الدوليون _وفي مقدمتهم قطر ومصر_ الرد الإسرائيلي على مقترح جديد لوقف إطلاق النار، وسط آمال ضئيلة في تهدئة حقيقية.
لكن خطوة المصادقة على خطة احتلال المدينة قد تُفسَّر كمؤشر سلبي على نوايا إسرائيل تجاه المفاوضات الجارية.

* انتقادات متصاعدة لحكومة نتنياهو
سياسياً، يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضغوطاً متزايدة في الداخل الإسرائيلي، في ظل فشله حتى الآن في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس، رغم جولات متعددة من الوساطة.
كما تتزايد الانتقادات بشأن طريقة تعامله مع ملف الحرب، وسط تراجع ثقة قطاعات واسعة من الإسرائيليين في حكومته.

* غزة على حافة الغليان
وفي المقابل، يعيش سكان قطاع غزة ظروفاً إنسانية غاية في الصعوبة، إذ تنتشر مشاهد الطوابير الطويلة بانتظار المساعدات، وسط دمار واسع طال البنية التحتية والمباني السكنية.
ويخشى الكثيرون أن يؤدي الهجوم المرتقب على مدينة غزة إلى كارثة إنسانية أكبر، في حال تنفيذ الخطة دون التوصل إلى هدنة أو حل سياسي.

يبقى المشهد معلقاً بين خيارين : تصعيد عسكري قد يعمّق الجراح ، أو انفراجة دبلوماسية قد تنقذ ما تبقى من أمل في وقف النزيف.

مشاركة الخبر