قصف عنيف يهز غزة : عشرات القتلى ومناطق منكوبة في جباليا والزيتون

شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية يوم أمس الثلاثاء، سلسلة من الغارات العنيفة التي استهدفت مناطق واسعة من قطاع غزة، وتركزت بشكل خاص على شرق جباليا شمال القطاع، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي مكثف طال أحياء الزيتون والدرج والتفاح شرق مدينة غزة، ضمن تصعيد عسكري متواصل.

حيث نفذ الجيش الإسرائيلي غارات عدة على مدينة دير البلح وسط القطاع، كما قصف مناطق متفرقة من مدينة خان يونس جنوب غزة، مما أسفر عن دمار واسع في منازل المدنيين وممتلكاتهم.

وفي سياق متصل، أطلق الجيش الإسرائيلي النار باتجاه تجمعات من طالبي المساعدات في منطقة نتساريم وسط قطاع غزة، في مشهد يعكس عمق المأساة الإنسانية التي يعيشها السكان في ظل الحصار وتراجع الاستجابة الدولية.

من جانبها، أعلنت وكالة الأونروا أن الحرب والمجاعة المستمرة في قطاع غزة تتسبب يوميًا في مقتل 28 طفلاً ، مؤكدة أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا من تبعات الصراع المتواصل منذ أكتوبر 2023.

تواصلت الضربات الإسرائيلية في مختلف مناطق القطاع، حيث أعلن الدفاع المدني الفلسطيني أن 45 فلسطينياً قُتلوا الثلاثاء جراء القصف الإسرائيلي، بينهم 11 مدنياً قضوا بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مراكز لتوزيع المساعدات في القطاع.

وحذّر محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني، من أن الوضع في حيي الزيتون والصبرة جنوب مدينة غزة "خطير جدًا ولا يُحتمل"، مشيراً إلى أن طواقم الدفاع المدني غير قادرة على الوصول إلى العديد من الإصابات والضحايا بسبب تواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن يوم الجمعة، أن قواته البرية بدأت العمل في منطقة الزيتون الواقعة على أطراف مدينة غزة، في إطار العمليات العسكرية الجارية.

اندلعت الحرب في قطاع غزة عقب هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، أدى إلى مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق إحصاء لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

في المقابل، أسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب عن مقتل ما لا يقل عن 62,064 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لما أعلنته وزارة الصحة في غزة التي تديرها حركة حماس.

وتُعتبر هذه الأرقام موثوقة بحسب الأمم المتحدة.

وفي مؤشر خطير على حجم المخاطر، أعلنت الأمم المتحدة يوم أمس الثلاثاء، أن 181 من موظفي الإغاثة قُتلوا في قطاع غزة خلال عام 2024، من أصل 383 عاملاً إنسانياً لقوا مصرعهم حول العالم خلال الفترة نفسها، وهو رقم قياسي غير مسبوق في تاريخ العمل الإنساني.