إندونيسيا : تراجع الاحتجاجات في جاكرتا بعد أسبوع من التوتر والاشتباكات
5 سبتمبر 2025195 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة

حجم الخط:
16
سادت أجواء من الهدوء الحذر شوارع العاصمة الإندونيسية جاكرتا صباح اليوم الجمعة، بعد أكثر من أسبوع من الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد وامتدت من العاصمة إلى مدن أخرى، تخللتها أعمال عنف وصدامات دامية، وذلك تزامنًا مع احتفال الدولة ذات الأغلبية المسلمة بذكرى المولد النبوي الشريف.
وكانت شرارة الاحتجاجات قد اندلعت الأسبوع الماضي بقيادة طلاب وعمال ومنظمات مدافعة عن الحقوق، احتجاجًا على بدلات السكن الباهظة التي يتقاضاها النواب في البرلمان.
وسرعان ما اتسعت رقعة المظاهرات لتشمل مناطق متفرقة من إندونيسيا، خصوصًا بعد حادث مأساوي تسبب في وفاة سائق دراجة نارية أجرة، بعدما صدمته سيارة تابعة للشرطة أثناء إحدى التظاهرات.
وتزايد الغضب الشعبي بعد لجوء قوات الأمن إلى استخدام العنف في تفريق المحتجين، ما أدى إلى مواجهات عنيفة في عدة مناطق، وأثار موجة من الإدانات المحلية والدولية.
و وفقًا لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، فقد أسفرت هذه الأحداث عن مقتل 10 أشخاص على الأقل، وإصابة أكثر من ألف آخرين، في حين اعتقلت السلطات أكثر من 3000 شخص ضمن حملة أمنية مشددة في مختلف أنحاء البلاد.
وعلى الرغم من محاولة الحكومة تهدئة الأوضاع، فإن الطلاب الغاضبين لا يزالون يطالبون بتحقيق مطالبهم.
فقد عقد ممثلوهم اجتماعات مع عدد من الوزراء يوم أمس الخميس، لعرض شكاواهم بشأن امتيازات النواب والتكتيكات القمعية التي اتبعتها الشرطة خلال الاحتجاجات.
وفي وقت سابق من الأسبوع، التقى ممثلو الطلاب بعدد من أعضاء البرلمان، إلا أن مطالبهم الأساسية، وعلى رأسها عقد اجتماع مباشر مع الرئيس برابوو سوبيانتو، لم تتحقق حتى الآن.
و رغم الهدوء النسبي الذي خيم على العاصمة اليوم، فإن الوضع لا يزال قابلاً للتصعيد في ظل استمرار الغضب الشعبي والمطالب الحقوقية، ما يضع الحكومة الإندونيسية أمام اختبار حقيقي في كيفية إدارة الأزمة والاستجابة لمطالب المتظاهرين.