وزير النفط الهندي: مشترياتنا من النفط الروسي ساهمت في استقرار الأسواق العالمية

رداً على انتقادات مسؤولين أمريكيين، أكد وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري أن بلاده لا "تسعى لتحقيق مكاسب غير مشروعة" من واردات النفط الروسي، مشيراً إلى أن هذه المشتريات ساهمت بشكل فعّال في استقرار الأسواق العالمية ومنعت الأسعار من الارتفاع إلى مستويات قياسية قد تصل إلى 200 دولار للبرميل.
جاءت تصريحات بوري، التي أدلى بها لصحيفة "ذا هندو" يوم الاثنين 1 أيلول، تزامناً مع لقاء يجمع رئيس الوزراء ناريندرا مودي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة إقليمية في الصين.
ورداً على اتهامات من مسؤولين في الإدارة الأمريكية، قال بوري في مقال رأي: "يزعم بعض المنتقدين أن الهند تحولت إلى مغسلة للنفط الروسي، ولا يمكن أن يكون هناك ادعاء أبعد عن الحقيقة من ذلك".
وكان وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت قد اتهم الهند بتحقيق "مكاسب غير مشروعة" من خلال استيراد النفط الروسي بأسعار منخفضة ثم إعادة بيع المنتجات المكررة بأسعار أعلى. من جانبه، قال مستشار التجارة في البيت الأبيض بيتر نافارو إن مشتريات الهند من الخام الروسي تساهم في تمويل حرب موسكو في أوكرانيا.
وأشار بوري إلى أن الولايات المتحدة استهدفت الهند بسبب شرائها النفط الروسي، حيث فرض الرئيس دونالد ترامب رسوماً جمركية على الصادرات الهندية إلى السوق الأمريكية في محاولة للحد من وارداتها من الخام.
ولفت الوزير الهندي إلى أن "النفط الروسي لم يخضع قط لعقوبات شاملة مثل الخام الإيراني أو الفنزويلي، بل يخضع لنظام سقف الأسعار الذي فرضته مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي، والمصمم عمداً للإبقاء على تدفق النفط مع الحد من الإيرادات".
وأكد أن جميع معاملات النفط الهندية تتم "عبر شحن وتأمين قانوني، ومن خلال تجار ملتزمين وقنوات خاضعة للتدقيق"، معتبراً أن "الهند لم تنتهك القواعد، بل ساهمت في استقرار الأسواق ومنعت الأسعار العالمية من الارتفاع بشكل جامح".
واختتم بالقول: "الحقيقة الأوسع هي أنه لا بديل عن ثاني أكبر منتج للنفط في العالم الذي يزوّد السوق بنحو 10% من الإمدادات العالمية".
يُذكر أن الهند تُعد حالياً أكبر مشترٍ للنفط الروسي المنقول بحراً، حيث استفادت من الخصومات الكبيرة التي قدمتها موسكو بعد أن توقفت الدول الأوروبية والولايات المتحدة عن الشراء وفرضت عقوبات على روسيا إثر غزوها لأوكرانيا في شباط 2022.