أعلنت الحكومة الأميركية يوم أمس الخميس، عن شراكة جديدة مع شركة غوغل العملاقة، ستزود بموجبها الوكالات الفدرالية بحزمة أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة "جيميناي للحكومة" بأسعار رمزية، لا تتجاوز الدولار الواحد.
وجاء هذا الإعلان عبر بيان مشترك صادر عن إدارة الخدمات العامة الأميركية ( GSA ) وغوغل، موضحًا أن هذه المبادرة تهدف إلى تسريع تبنّي الذكاء الاصطناعي داخل الإدارات الفدرالية، من خلال توفير خدمات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية المصممة خصيصًا للعمل الحكومي.
وقال سوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة غوغل، إن "خدمة جيميناي للحكومة" تمنح الوكالات الفدرالية إمكانية الوصول إلى مجموعة شاملة من أدوات الذكاء الاصطناعي، بما فيها توليد الصور، مقاطع الفيديو، إنتاج الأفكار، وإنشاء "وكلاء رقميين" قادرين على تنفيذ المهام المعقدة بشكل مستقل، مما يساعد على تعزيز كفاءة الأداء في المهام الحساسة.
ويستفيد هذا التعاون من اتفاقية سابقة وفّرت فيها غوغل حزمة "Google Workspace" للحكومة الأميركية بتخفيض كبير.
أما اليوم، فإن الوكالات الحكومية ستدفع مبلغًا زهيدًا لا يتجاوز دولارًا واحدًا مقابل استخدام أدوات "جيميناي"، في خطوة وُصفت بأنها قفزة نوعية في تحديث البنية التكنولوجية للحكومة.
وقال مايكل ريغاس، المدير بالوكالة لإدارة الخدمات العامة : "بإمكان الوكالات الفدرالية الآن إحداث تحول جذري في طريقة تنفيذ عملياتها من خلال أدوات جيميناي للحكومة".
وتأتي هذه الصفقة في وقت تتسابق فيه شركات التكنولوجيا الكبرى لتأمين عقود مع الحكومة الأميركية.
ففي وقت سابق من أغسطس، أعلنت شركة "أوبن آيه آي" المنافسة لغوغل، عن عرض خاص للحكومة يتيح لها استخدام نسخة الأعمال من "تشات جي بي تي" لمدة عام كامل مقابل دولار واحد فقط.
وأكدت "أوبن آيه آي" في منشور على مدونتها أن "تمكين موظفي الحكومة من الوصول إلى أدوات ذكاء اصطناعي قوية وآمنة، سيساعد في حل مشاكل عدد أكبر من الناس بطريقة أسرع وأكثر فاعلية".
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الدفاع الأميركية كانت قد منحت "أوبن آيه آي" في وقت سابق من هذا العام عقدًا بقيمة 200 مليون دولار، لتوظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في الجيش، في مجالات تشمل تحسين العمليات الإدارية، تسهيل حصول العسكريين على الرعاية الصحية، وتعزيز تطبيقات الدفاع السيبراني.
السباق على الذكاء الاصطناعي داخل الحكومة الأميركية بات على أشدّه ، وغوغل و"أوبن آيه آي" تضعان كامل قوتهما التقنية لخدمة القطاع العام، في تحول قد يعيد رسم ملامح الإدارة الحكومية في العصر الرقمي.