في تطوّر مفاجئ ضمن ملف جيفري إبستين الشائك، أدلت غيسلين ماكسويل، الشريكة المُدانة للملياردير الراحل، بتصريحات مثيرة أمام مسؤولي وزارة العدل الأميركية، تبرّئ فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أي علاقة غير قانونية أو سلوك غير لائق خلال فترة صداقته مع إبستين.
جاءت هذه التصريحات خلال مقابلات مغلقة استمرت يومين في مدينة تالاهاسي بولاية فلوريدا، قادها نائب المدعي العام تود بلانش، بحسب ما نقلته صحيفة نيويورك بوست الأميركية.
وقالت ماكسويل، التي تقضي حاليًا حكمًا بالسجن لمدة 20 عامًا بعد إدانتها في ديسمبر 2021 بتهم تتعلق بالاتجار بالجنس والتآمر، إن علاقتها الطويلة والمعقّدة مع إبستين لم تتضمن أي شبهة أو حادثة غير لائقة متعلقة بدونالد ترامب، مشددة على أنه "لم يكن مخلًا بالآداب مع أي شخص" خلال تردده على الدوائر الاجتماعية التي كان يجتمع فيها مع إبستين.
* تصريحات ماكسويل تُعيد خلط الأوراق
وتأتي تصريحات ماكسويل في توقيت حساس، حيث تسعى إدارة ترامب السياسية إلى تفنيد الادعاءات المتكررة التي تربطه بفضائح إبستين، والتي لطالما استخدمها خصومه لتشويه سمعته، خاصة بعد تداول صور قديمة تظهره إلى جانب إبستين في مناسبات اجتماعية.
وقد نشرت وزارة العدل الأميركية يوم أمس الجمعة، نصوص التسجيلات الصوتية للمقابلات الأخيرة، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة رسمية لتقديم رواية مغايرة للرأي العام بشأن علاقة ترامب بالشبكة الجنسية التي ارتبط بها إبستين وماكسويل.
* ملف إبستين .. لا يزال يلقي بظلاله على السياسة الأميركية
منذ أوائل الألفية، أثار اسم جيفري إبستين ضجة عالمية، بعد أن كُشف عن تورطه في شبكة دولية لاستغلال الفتيات القاصرات جنسيًا، بدعم من شخصيات نافذة في السياسة والأعمال.
وتم القبض عليه في عام 2019، لكن تم العثور عليه ميتًا في زنزانته بسجن مانهاتن في 10 أغسطس من نفس العام، في واقعة ما تزال محاطة بالغموض والجدل الواسع.
أما غيسلين ماكسويل، التي كانت تُوصف بـ "الذراع اليمنى لإبستين" ، فقد واجهت تهمًا خطيرة أبرزها تجنيد القاصرات والتوسط لإيصالهن إلى إبستين وشركائه.
* اتهامات ماسك تثير الجدل على السوشيال ميديا
في سياق متصل، فجّر إيلون ماسك، مالك منصة X ( تويتر سابقًا ) ، مفاجأة مدوية على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اتهم ترامب بالتورط في ملفات إبستين، وهو ما ساهم في إشعال الجدل مجددًا حول هذا الملف.
ومع أن تصريحات ماكسويل الأخيرة تبرّئ ترامب بشكل مباشر، إلا أن الملف لا يزال مفتوحًا أمام تحقيقات إعلامية وسياسية مستمرة، في ظل تورط أسماء كبرى من بينها الرئيس الأسبق بيل كلينتون والأمير أندرو، الذين طالتهم اتهامات مشابهة.
* ترامب يخرج نظيفًا من شهادة ماكسويل .. لكن الجدل مستمر
رغم أن شهادة ماكسويل تُمثل دعمًا غير متوقّع لترامب في واحدة من أكثر القضايا حساسية في المشهد الأميركي، إلا أن العديد من التساؤلات لا تزال مطروحة، في انتظار ما ستكشفه التحقيقات الجارية والنصوص الكاملة للمقابلات.