تشهد المنطقة الساحلية الغربية الشمالية في سوريا، وتحديداً بين محافظتي اللاذقية وحماة، حرائق غابات ضخمة مستمرة بالاشتعال منذ ثلاث أيام ، وقد زادت مساحتها وشدتها خلال ساعات الليل الماضي، وسط جهود مكثفة من فرق الإطفاء والدفاع المدني لمحاصرة ألسنة اللهب المتسارعة بفعل الرياح النشطة و وعورة التضاريس.
وبحسب ما نشرته قناة "الإخبارية" السورية الرسمية والدفاع المدني السوري عبر منصات التواصل الاجتماعي، فقد أسفرت الحرائق حتى الآن عن إصابة عدد من المدنيين و رجل إطفاء، تعرض لحروق، حالات اختناق، و رضوض، تم نقلهم إلى المراكز الصحية القريبة، بينما تلقى البعض الآخر الإسعافات الأولية داخل سيارات الإسعاف.
وقال الدفاع المدني السوري إن فرقه، إلى جانب أفواج الإطفاء وأفواج إطفاء الحراج، تعاملت يوم الثلاثاء مع سبعة حرائق حراجية في محافظتي اللاذقية وحماة، تمكنت خلالها من إخماد ثلاث حرائق، في حين لا تزال أربع حرائق مشتعلة حتى اللحظة.
وأشار إلى أن أحد رجال الإطفاء أُصيب برضوض خطيرة نتيجة سقوط صخرة عليه أثناء عمليات الإخماد.
كما أكد أن المهام تواجه تحديات هائلة بسبب التضاريس الجبلية الصعبة، وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، إضافة إلى نشاط الرياح، ما يزيد من سرعة انتشار النيران.
وتُعد منطقة عناب قرب بلدة شطحة في ريف حماة الغربي من أبرز النقاط المشتعلة، حيث اندلع حريق واسع منتصف الليل ولا يزال مستمراً حتى الآن، وسط مشاركة حثيثة من الأهالي لدعم جهود الإخماد.
وذكر الدفاع المدني أن الدخان الكثيف بات يغطي مناطق واسعة من ريف حماة الغربي، مدينة حماة، و ريف حمص الشمالي، ما تسبب في اختناقات بين السكان و زاد من تعقيد عمليات الإطفاء.
كما أوردت قناة "الإخبارية" أن قرية عناب في سهل الغاب تشهد حرائق هائلة تسببت بإصابات عديدة لم تُحدد أعدادها بعد، بينما تواصل فرق الإطفاء عملياتها وجهًا لوجه مع النيران في مناطق طريق بيت ياشوط والمناطق المجاورة على الساحل الغربي الشمالي.
وتستمر الحرائق حتى اللحظة، وسط مخاوف من امتدادها إلى مناطق سكنية و زراعية أكبر، في ظل صعوبات السيطرة عليها ليلاً، وتناشد الجهات الرسمية السكان الابتعاد عن مواقع النيران والانتباه لسلامتهم.