"أيام الكلب" لاهبة في أوروبا .. موروث فلكي يعاد استخدامه لقسوة الموجة

4 يوليو 2025111 مشاهدةوقت القراءة: 1 دقيقة
"أيام الكلب" لاهبة في أوروبا .. موروث فلكي يعاد استخدامه لقسوة الموجة

مع اشتداد موجة الحر في أوروبا هذا الأسبوع، وبلوغ درجات الحرارة مستويات قياسية في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، عاد إلى واجهة الإعلام الغربي مصطلح تقليدي قديم يُعرف بـ "أيام الكلب" أو ما يُترجم بـ "أيام الكلب"، وهو تعبير يُستخدم منذ قرون للإشارة إلى أشد فترات الصيف حرارةً وقسوة.

خلف هذا المصطلح، الذي يتردد اليوم في تغطيات الطقس ونشرات التحذير، تقف قصة فلكية وموروث شعبي عميق. فـ"أيام الكلب" لا تتعلق بالحيوانات، بل تشير إلى نجم "الشعرى اليمانية"، ألمع نجم في السماء، والذي يظهر فجرًا خلال هذه الفترة من العام، في كوكبة تُدعى "الكلب الأكبر" (Canis Major).

الإغريق والرومان القدماء لاحظوا تزامن طلوع هذا النجم مع موجات الحر القاسية، واعتقدوا أنه يزيد من حرارة الشمس، وارتبطت هذه الأيام في معتقداتهم بـ المرض، والقلق، واللااستقرار. ورغم أن العلم الحديث لم يُثبت علاقة مباشرة بين النجم والطقس، فإن المصطلح بقي حاضرًا في اللغة والثقافة، ويُستعاد كل عام عند تصاعد درجات الحرارة.

وفي مصر القديمة، كان لطلوع نجم "الشعرى" دلالة مغايرة تمامًا؛ إذ مثّل بشارة بفيضان النيل، إيذانًا بموسم زراعي وفير.

اليوم، ومع تعاظم تأثير التغير المناخي، وامتداد فترات الحر بشكل غير مسبوق، يعود مصطلح "أيام الكلب" كمفارقة لغوية تُذكّر بأن ما كان يُعد استثنائيًا في الماضي، بات واقعًا متكرّرًا في الحاضر.

مشاركة الخبر