في الصباح الباكر، حين لا يزال العالم يتثاءب ويتهيأ ليوم جديد، يكمن سر صحي بسيط يغفل عنه كثيرون :
شرب كوب من الماء على معدة خاوية.
هذه العادة الصغيرة، التي قد تبدو تافهة في ظاهرها، تخفي وراءها فوائد عظيمة قد تغيّر مجرى يومك _بل و ربما صحتك بأكملها_ حسب ما كشفه تقرير نشره موقع "إيتنغ ويل".
اختصاصيو التغذية مجمعون على أن البدء بكوب أو اثنين من الماء فور الاستيقاظ لا يروي العطش فحسب، بل يعيد توازن الجسم ويمنحه دفعة قوية للحيوية والنشاط.
سارة ناش، وهي خبيرة تغذية معتمدة، ترى أن هذا السلوك البسيط ينشط عملية الأيض، يدعم الهضم، ويعزز التركيز واليقظة، فيمنحك بداية مثالية ليومك.
ومن بنسلفانيا، تضيف ألكساندريا هاردي أن الجسم يفقد الكثير من السوائل خلال ساعات النوم عبر التنفس والتعرق، ما يجعل شرب الماء عند الاستيقاظ ضرورة لتعويض هذا الفقد.
أما ستايسي روبرتس_ديفيس، فتوضح أن الترطيب الجيد في الصباح يرتبط مباشرة بصحة الدماغ والوظائف الإدراكية، حيث أثبتت دراسات أن انخفاض الترطيب يؤدي إلى تراجع في القدرات العقلية بمرور الوقت.
الفوائد لا تتوقف عند هذا الحد، الماء يدعم الجهاز الهضمي، ويعمل مع الألياف لتليين الفضلات وتسهيل مرورها، مما يجعله علاجًا طبيعيًا لمشاكل الإمساك.
كما يلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على صحة الكلى، إذ يساعد على طرد السموم ومنع تكون الحصوات التي قد تنتج عن تراكم المعادن والفضلات في غياب الترطيب الكافي.
وهناك أيضًا أثر ملحوظ على ضغط الدم، إذ وجدت إحدى الدراسات أن شرب كوب ماء قبل النوم وآخر عند الاستيقاظ يمكن أن يساعد في خفض الضغط من خلال التخلص من الصوديوم الزائد وتحفيز الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الدورة الدموية.
أليسا سمولين، اختصاصية تغذية أخرى، تقترح تحديًا بسيطًا : اشرب كوب ماء قبل أن تمسك فنجان قهوتك أو تقرأ عناوين الأخبار.
وقد يكون الماء وحده كافيًا، لكنه ليس المصدر الوحيد للترطيب، فشاي الأعشاب والعصائر والأطعمة الغنية بالماء مثل الفواكه يمكن أن تكمّل هذه العادة الصحية بسهولة.
صباحك قد يبدو كغيره من الصباحات، لكن مع هذا الكوب البسيط، تبدأ رحلتك نحو صحة أفضل بخطوة صغيرة، لكنها فعالة !
فهل جرّبته اليوم ؟