في خطوة دبلوماسية لافتة وسط تصاعد التوترات بين الهند وباكستان، وصل وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد، وذلك بعد يوم واحد فقط من اختتام زيارته للهند، في مسعى سعودي واضح لاحتواء الأزمة المتفجرة بين الجارتين النوويتين.
الزيارة تأتي في وقت حساس، عقب أيام من اشتداد المواجهات العسكرية وتبادل إطلاق النار على طول خط المراقبة الفاصل بين البلدين، وسط قلق دولي متزايد من احتمالية انزلاق الوضع إلى صراع أوسع.
الجبير، الذي التقى نظيره الهندي سوبراهمانيام جايشانكار في نيودلهي، أجرى اليوم محادثات مع وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار وعدد من القيادات السياسية والعسكرية في إسلام آباد، حيث تركزت المناقشات حول سبل تهدئة الوضع وتفادي أي تصعيد إضافي، في وقت حملت فيه السعودية على عاتقها دورًا محوريًا في محاولة رأب الصدع بين الدولتين.
وقد أعربت المملكة، في بيانات رسمية، عن قلقها العميق إزاء استمرار التوتر وتبادل القصف الحدودي، داعية إلى ضبط النفس وحل الخلافات بالطرق السلمية، والالتزام بمبادئ حسن الجوار.
وشددت الرياض على أهمية الحفاظ على الاستقرار في جنوب آسيا، بما يحقق مصالح شعوب المنطقة.
وفي خضم هذه الجهود، كان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد أجرى اتصالات هاتفية بنظيريه الهندي والباكستاني، بحث خلالها تطورات الأزمة وسبل احتوائها، في أعقاب الهجوم الدامي الذي وقع الثلاثاء الماضي في منطقة بيساران السياحية بكشمير الهندية، وأسفر عن سقوط عدد من الضحايا، ما أشعل شرارة التصعيد العسكري المتبادل.
وتبادل البلدان، في الأيام الأخيرة، الاتهامات باستخدام الطائرات المسيّرة والقصف المدفعي، في واحدة من أعنف موجات العنف منذ عقود.
وفي حين حذّرت باكستان من أن "الهستيريا الحربية" في الهند تضع المنطقة على حافة نزاع كارثي، أكد وزير الخارجية الهندي أن بلاده لا تسعى للتصعيد، لكنها سترد بقوة على أي هجوم يستهدف أراضيها.
وتتزايد المخاوف من أن تمتد المواجهات إلى حرب مفتوحة بين قوتين نوويتين، الأمر الذي دفع المملكة إلى تكثيف جهود الوساطة الدبلوماسية، أملًا في تهدئة العاصفة قبل أن تخرج عن السيطرة.