يصل إلى العاصمة اللبنانية بيروت نهاية هذا الأسبوع وفد سوري رفيع المستوى في زيارة رسمية تهدف إلى بحث عدد من الملفات الشائكة والمشتركة بين البلدين، وفق ما أفادت به مصادر رسمية اليوم الإثنين، 25 أغسطس / آب .
وبحسب المصادر، فإن الزيارة تأتي في إطار التوجه السوري الجديد لتعزيز العلاقات مع لبنان، بعد سنوات من التوترات، إذ سيجري الوفد سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين اللبنانيين لبحث ملفات حساسة، أبرزها قضية النازحين السوريين، والسجناء، والمطلوبين الفارّين إلى الأراضي السورية، إضافة إلى التعاون الحدودي واستجرار الكهرباء من سوريا.
* ملفات أمنية وإنسانية على الطاولة
وتتضمن المحادثات المرتقبة مناقشة وضع الحدود المشتركة التي لطالما شكلت مصدر توتر بين البلدين، بسبب نشاطات التهريب غير الشرعي، والتي تسببت في اندلاع اشتباكات وتوترات أمنية خلال الأشهر الماضية.
وفي مارس الماضي، تعرضت بلدات لبنانية حدودية لقصف مصدره الأراضي السورية، أدى إلى مقتل سبعة مدنيين لبنانيين وإصابة 52 آخرين، مما دفع الجيش اللبناني للرد على مصادر النيران، في حادثة كادت تفجر أزمة جديدة بين البلدين.
وفي السياق الإنساني، يتصدر ملف المساجين السوريين في السجون اللبنانية جدول أعمال الوفد، خاصة بعد احتجاجات متكررة قام بها العشرات منهم للمطالبة بإطلاق سراحهم وترحيلهم إلى سوريا.
كما سيبحث الجانبان ملف المطلوبين اللبنانيين الذين فروا إلى داخل الأراضي السورية.
* عودة النازحين واستجرار الكهرباء
ومن بين أبرز البنود المطروحة، ملف النازحين السوريين في لبنان، الذين يقدر عددهم حالياً بنحو مليون لاجئ، رغم عودة المئات منهم إلى ديارهم منذ سقوط النظام السوري السابق في ديسمبر 2024، بعد أكثر من عقد من الحرب والدمار.
كما سيبحث الوفد السوري إمكانية تفعيل اتفاقيات استجرار الكهرباء من سوريا إلى لبنان، في محاولة لتخفيف أزمة الطاقة التي تعاني منها البلاد منذ سنوات.
* علاقات جديدة بعد سقوط النظام السابق
تأتي هذه التحركات السورية بعد تغيّر جذري في المشهد السياسي السوري، عقب سقوط نظام بشار الأسد نهاية العام الماضي.
ومنذ تولي الرئيس الجديد أحمد الشرع السلطة، أكدت الحكومة السورية الجديدة عزمها على بناء علاقات متوازنة مع جميع دول الجوار.
وكان رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام قد زار دمشق في أبريل الماضي، حيث التقى الرئيس الشرع، وتم الاتفاق على فتح صفحة جديدة من التعاون الثنائي، تشمل المجالات السياسية، الاقتصادية، والأمنية.
زيارة الوفد السوري إلى بيروت تمثل خطوة متقدمة في هذا المسار الجديد، وقد تشكل منعطفاً هاماً في العلاقة بين دمشق وبيروت إذا ما تُوجت بتفاهمات عملية وحلول ملموسة للملفات العالقة.