تأثير التوتر الإيراني الإسرائيلي على حركة الطيران: إلغاء رحلات وتحويل مسارات وزيادة المخاطر

أدى التصاعد العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل إلى اضطراب كبير في حركة الطيران المدني عبر الشرق الأوسط، حيث تسببت الضربات الأمريكية على الأهداف الإيرانية في موجة إلغاءات واسعة للرحلات الجوية، تاركة عشرات الآلاف من المسافرين عالقين في مطارات مختلفة حول العالم.
تحذيرات من تهديدات متصاعدة
أصدرت منظمات مراقبة سلامة الطيران تحذيرات عاجلة من ارتفاع مستوى الخطر على شركات الطيران الأمريكية العاملة في المنطقة، وذلك في أعقاب الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية. وأكد موقع "سيف ايرسبيس" المتخصص في مخاطر الطيران أن الرد الإيراني المحتمل قد يستهدف المصالح العسكرية الأمريكية بشكل مباشر أو عبر وكلائها، مما يزيد من التهديدات المحتملة على الطيران المدني.
إغلاق المجالات الجوية وتغيير المسارات
أظهرت بيانات مراقبة الحركة الجوية فراغاً ملحوظاً في المجال الجوي فوق إيران والعراق وسوريا وإسرائيل، مما دفع العديد من شركات الطيران إلى تحويل مسارات رحلاتها عبر طرق بديلة مثل شمال بحر قزوين أو عبر الأجواء المصرية والسعودية، على الرغم من التكاليف الإضافية المترتبة على ذلك.
إلغاءات الرحلات وتعليق الخدمات
شهدت العديد من شركات الطيران الكبرى إلغاء رحلاتها إلى وجهات رئيسية في المنطقة، حيث أعلنت "إير فرانس-كيه إل إم" تعليق رحلاتها من وإلى دبي والرياض، بينما أوقفت "الخطوط الجوية السنغافورية" و"الخطوط الجوية البريطانية" رحلاتهما إلى دبي والدوحة. من جهتها، مددت "فلاي دبي" تعليق رحلاتها إلى عدة وجهات تشمل إيران والعراق وإسرائيل وسوريا حتى نهاية الشهر الجاري.
جهود إجلاء العالقين
في محاولة للتخفيف من حدة الأزمة، بدأت إسرائيل بتنظيم رحلات إنقاذ لمواطنيها العالقين في الخارج، حيث استقبلت شركة "العال" الإسرائيلية طلبات مغادرة من نحو 25 ألف شخص في غضون يوم واحد. كما أعلنت سلطات الطيران الإسرائيلية عن زيادة عدد رحلات الإنقاذ إلى 24 رحلة يومياً بدءاً من يوم الاثنين، مع اتخاذ إجراءات احترازية مشددة.
امتداد التأثير إلى دول الخليج
تشير تقارير متخصصة إلى احتمال امتداد تأثير الأزمة الحالية إلى دول خليجية أخرى، حيث حذرت بعض الجهات من ضرورة توخي الحذر القصوى أثناء التحليق في أجواء البحرين والكويت وعُمان وقطر والسعودية والإمارات.
وضع المسافرين والسائحين
لا يزال عشرات الآلاف من المسافرين يواجهون صعوبات كبيرة في العودة إلى ديارهم أو مغادرة المنطقة، بينما يبحث آلاف السائحين الموجودين في إسرائيل عن طرق بديلة للمغادرة عبر الدول المجاورة أو عن طريق البحر إلى قبرص.
يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه حركة الطيران العالمية تحديات غير مسبوقة بسبب تزايد استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة في مناطق النزاع، مما يرفع من مستوى المخاطر على سلامة الملاحة الجوية بشكل عام.