النفط يتراجع بفعل مخاوف جيوسياسية.. وترقب لردود الفعل الأمريكية في الصراع مع إيران

شهدت أسعار النفط تراجعاً خلال تعاملات يوم الخميس 19 حزيران، مع تحفّظ المستثمرين عن الدخول في صفقات جديدة، وذلك في أعقاب التصريحات المتناقضة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول احتمال تدخل بلاده في التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران.
وسجّلت العقود الآجلة لخام برنت انخفاضاً طفيفاً بلغ 20 سنتاً (0.27%)، لتستقر عند 76.49 دولاراً للبرميل، بعد أن كانت قد ارتفعت بنسبة 0.3% في الجلسة السابقة التي شهدت تقلبات حادة وصلت إلى 2.7%. بينما حافظت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي على استقرارها عند 75.10 دولارًا للبرميل، رغم صعودها بنسبة 0.4% عند إغلاق تعاملات الأربعاء، بعد تراجع سابق بنحو 2.4%.
وفي هذا الصدد، علّق توني سيكامور، محلل الأسواق في "آي جي" (IG)، قائلاً في مذكرة تحليلية:"لا تزال هناك علاوة مخاطرة في أسعار النفط، في وقت يترقّب فيه المتعاملون ما إذا كانت المرحلة التالية من الصراع الإيراني – الإسرائيلي ستكون ضربة أميركية أو محادثات سلام".
وأضاف أن "ضربة أميركية محتملة قد تدفع الأسعار للارتفاع بخمسة دولارات، بينما من شأن بدء محادثات سلام أن يؤدي إلى انخفاض مماثل في الأسعار"، وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز".
يأتي ذلك في وقت أثار فيه ترامب الغموض حول الموقف الأمريكي، حيث رفض _خلال مؤتمر صحفي الأربعاء_ الكشف عما إذا كانت واشنطن ستشارك في أي ضربات صاروخية محتملة مع إسرائيل ضد إيران، بينما دخل الصراع يومه السابع الخميس.
حذّر محللون من أن أي تدخل عسكري أمريكي مباشر قد يُوسّع نطاق النزاع، مما يهدد البنية التحتية للطاقة في المنطقة، خاصة أن إيران تُعد ثالث أكبر منتج في "أوبك" بتصديرها قرابة 3.3 مليون برميل يومياً. وتتصاعد المخاوف بشكل خاص حول مضيق هرمز، الذي يعبر منه 19 مليون برميل يومياً من النفط الخام والمشتقات البترولية، وسط تخوّفات من تعطيل الإمدادات في حال تصاعد المواجهات.
من جهة أخرى، قرر البنك المركزي الأمريكي (الفيدرالي) الأربعاء الإبقاء على معدلات الفائدة دون تغيير، لكنه أشار إلى إمكانية خفضها مرتين قبل نهاية 2024 لدعم الاقتصاد. وقد يُحفّز هذا الخفض الطلب على النفط، لكنه قد يزيد أيضاً من الضغوط التضخمية.