من بغداد حتى أقصى الجنوب .. العراق يغرق في ظلام و عودة شبح أزمة الطاقة إلى الواجهة
11 أغسطس 2025116 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة

حجم الخط
16
غرق العراق، من بغداد حتى أقصى الجنوب، في ظلام دامس ، إثر انطفاء كامل للمنظومة الكهربائية الوطنية بسبب عطل مفاجئ في خط نقل الطاقة (400 ك.ف) بمحافظة بابل، في مشهد أعاد إلى الواجهة واحدة من أكثر الأزمات المزمنة التي تواجه البلاد منذ عام 2003.
محافظ البصرة، أسعد العيداني، أوضح أن الخلل الذي أصاب الخط الحيوي في بابل أدى إلى توقف الشبكة كلياً، مؤكداً أن الفرق الفنية باشرت أعمال الصيانة فوراً، وأن التيار بدأ يعود تدريجياً لبعض المناطق. كما نفى العيداني صحة ما تردد عن أن الانقطاع جاء بأمر من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مشدداً على أن وزير الكهرباء يتابع الأزمة ويديرها بكفاءة.
من جهته، وصف مدير عام كهرباء الجنوب، غيث نجم، الحادثة بأنها "عطل فني عابر" والوضع تحت السيطرة، فيما أكد مدير عام نقل الطاقة في المنطقة الجنوبية، علي زهير، أن أربع محافظات بدأت تشهد عودة تدريجية للتيار الكهربائي.
ورغم إنفاق الحكومات العراقية المتعاقبة مليارات الدولارات على مشاريع إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء منذ 2003، ظلت الشبكة الوطنية عاجزة عن تلبية الطلب المتزايد، خاصة في مواسم الصيف الحارة التي ترفع معدلات الاستهلاك وتزيد الضغط على المنظومة، ما يؤدي إلى أعطال متكررة.
الوعود الحكومية بتنفيذ مشاريع استراتيجية، مثل الربط الكهربائي مع دول الجوار أو إنشاء محطات جديدة وتحديث الشبكات، اصطدمت بعقبات مزمنة، أبرزها الفساد الإداري والمالي، وسوء التخطيط، والتجاذبات السياسية والأمنية، فضلاً عن الاعتماد الكبير على الغاز المستورد المتأثر بالتقلبات الإقليمية.