من هو الدكتور الشيخ محمد أبو الخير شكري؟ سيرة علمية ودعوية حافلة

يُعد الدكتور الشيخ محمد أبو الخير شكري من أبرز العلماء والدعاة السوريين، وأحد الشخصيات المؤثرة في الساحة الدينية والفكرية، حيث يمتد نشاطه إلى التعليم الشرعي، القانون، العمل الدعوي والمجتمعي، إضافة إلى مشاركاته في مؤتمرات دولية ودوره في بناء المؤسسات الدينية والمدنية.

النشأة والتعليم

ولد الشيخ محمد أبو الخير شكري في 30 نيسان 1961 بمدينة دمشق، في حي سوق ساروجة، وسط بيئة علمية وتربوية أصيلة. والده، الحاج محمد لطفي شكري، كان من تلاميذ الشيخ بدر الدين الحسني والشيخ أبو الخير الميداني.

تلقى تعليمه الأساسي في دمشق، ثم نال شهادة الثانوية الأدبية عام 1979. تابع دراسته في كلية الدعوة الإسلامية (فرع دمشق)، وتخرج عام 1987. كما حصل على إجازة في الحقوق من جامعة دمشق عام 1991، ثم ماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة منهاج القرآن – باكستان، ودكتوراه من معهد الدعوة الجامعي في بيروت عام 2010 بعنوان "حقوق الطفولة بين الشريعة الإسلامية والتشريعات الدولية".

مسيرته الأكاديمية والدعوية

على مدى أكثر من ثلاثة عقود، عمل الشيخ شكري في التدريس الجامعي والشرعي، حيث درّس في معاهد بارزة منها: معهد الشيخ بدر الدين الحسني، جامعة أم درمان (فرع دمشق)، ومعهد الشام العالي. شملت مجالات تدريسه التفسير، العقيدة، أصول الفقه، والقانون الدولي الإنساني.

كما تولى الخطابة في عدة مساجد في دمشق، أبرزها جامع الإمام الشافعي وجامع عبد الله بن الزبير، وألقى خطبًا في الجامع الأموي الكبير. أنشأ معهدًا لتحفيظ القرآن الكريم عام 1983، خرّج مئات الحفّاظ والدعاة.

التحصيل العلمي والإجازات

نهل العلم من كبار علماء الشام، أبرزهم الشيخ محمود بعيون (الرنكوسي)، الشيخ تيسير المخزومي، الشيخ ولي الدين فرفور، الشيخ عبد الرزاق الشرفا، والشيخ محمد عوض. حصل على إجازات في الحديث، أصول الفقه، المنطق، وعلوم الشريعة من مشايخ كبار في سوريا، تركيا، باكستان، والمدينة المنورة.

النشاط الدولي والمؤتمرات

شارك في عشرات المؤتمرات والندوات الدولية، منها: مؤتمر القدس في إسطنبول، مؤتمر علماء الأمة بشأن سوريا، مؤتمر القانون الدولي الإنساني، ملتقى علماء سوريا، ومؤتمر السلم الأهلي. كما زار عددًا من الدول لإلقاء محاضرات علمية، منها نيجيريا، أمريكا، فرنسا، تركيا، وماليزيا.

العضويات والمسؤوليات

يشغل الشيخ محمد شكري عدة مناصب وعضويات بارزة، من بينها:

• عضو مؤسس في رابطة علماء الشام والمجلس الإسلامي السوري

• رئيس سابق للمجلس السوري للسلم الأهلي

• عضو الائتلاف الوطني السوري

• عضو مجلس الأمناء في هيئة العدالة الانتقالية

• رئيس جمعية خير الشام

• مستشار شرعي وقانوني لعدد من المؤسسات

مؤلفاته العلمية

ألّف الشيخ شكري عددًا من المؤلفات والرسائل، منها:

• الإثبات بالشهادة بين الفقه والقانون (ماجستير)

• حقوق الطفولة بين الشريعة الإسلامية والتشريعات الدولية (دكتوراه)

• النفقة في قانون الأحوال الشخصية السوري
  كما أعدّ وقدم عشرات المحاضرات المتخصصة في علوم القرآن، أصول الفقه، الفكر الإسلامي، قضايا العدالة الانتقالية، ودور الخطيب في توجيه الرأي العام.

يُعد الدكتور الشيخ محمد أبو الخير شكري شخصية مرجعية بارزة في الفكر الديني والشرعي في سوريا، يجمع بين الأصالة العلمية والانخراط في قضايا الأمة المعاصرة، وله دور محوري في تأهيل العلماء والدعاة، والعمل على صياغة خطاب ديني وسطي ينطلق من الثوابت، ويواكب التحديات.